عبدالمجيد السامعي
طريق التغيير والتجديد والبناء محفوفة بالمكاره والمخاطر عبر التاريخ.
فكل من لديه نوازع تغيير أو تجديد أو نوازع الحقيقة سرعان ما يتعرض للمخاطر والمنزلقات وتوضع أمامه الأشواك والحواجز أو تثار حوله الدعاية وتفبكر عليه لاتهم فلا غرابة في ذلك، فعندما يشعر الإنسان بهذه الأشواك والحواجز عليه أن يتذكر أن النبيين والصديقين قد تعرضوا لأكثر من ذلك، وقد قيل قديماً: إنما ترجم الشجرة المثمرة، أما الشجرة الغير مثمرة فلا يأبه لها ولا يثار حولها الزوابع وفي ذات السياق قال احد الفلاسفة: "إذا أحسست أن الناس يرمونك من بعد فذلك لأنك في مقدمة الصفوف".
أثيرت الدعايات حول نبي الله عيسى عليه السلام وقالوا عنه أنه يدعي الربوبية وأثيرت كذلك الدعايات حول نبي الله موسى وقيل عنه أنه ساحر، قال تعالى: "فبرءه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها"، وأثيرت الدعايات حول نبي الله يوسف عليه السلام وحاولوا قتله وباعوه بأبخس الأثمان لولا أن الله مكن له في الأرض وأثيرت الدعايات حول نبي الله نوح حيث ظل يدعوهم تسعمائة وخمسين عاماً من أجل التغيير وهم له مكذبون واتهموه بالجنون، أما نبي الله محمد فقد آذوه حتى أخرجوه من مكة واتهموه أنه مجنون وساحر وكذاب وعندما خرج من مكة خرجت معه معية الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما"، وقال الله عز وجل: "إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا.."، وهذا يعني أن معية الله ترافق الحق وترافق الحقيقة أثناء المعانه" وأثناء الخروج في سبيل الله.
من هذه الصعاب ما يتعرض له الكتاب والصحفيون من ظلم من قبل القائمين على الصحف، فعندما يجدون الكتابات أكبر من مستواهم فإنهم يتعمدون تحريفها وتغييرها بتغيير بعض العبارات التي تفقد للكتابة بريقها وهذا يقومون به بدافع الأنانية "غيرة من عند أنفسهم"، فقد تعرضت أكثر كتاباتي التي نشرت في الصحف للتشويه، وزيادة على ذلك كانوا يؤخرون الكتابات التي لها طابع وقتي يؤخروها إلى بعد ستة أشهر أو أكثر ثم يعيدون نشرها وقد نشرت في صحف أخرى الأمر الذي أظهرني أمام الكتاب والصحفيين أنني اكرر الكتابات وهذا عامل نقص في نظر المتابع.
بينما من كان يكرر هي الصحف ولست أنا تعرضت للمضايقات بسبب ذلك كثيراً واعتداءات وحملة تشويه من قبل بعض الصحف كذلك فإن جميع كتاباتي وأعمالي التي نشرت في الصحيفة تعرضت للتشويه وكنت لا أحبذ أن أرد عليهم حتى لا أخسر علاقتي بهم ولكن خلال أكثر من سنوات وجدت تشويهات في كتاباتي بمعنى أنهم يتعمدون تشويه كتاباتي مع سبق الإصرار والترصد.
بالرغم أن كتاباتي في جميع الصحف تعد عملاً خيرياً ولا أتلقى مقابلاً إلا أنهم لا يقدرون ذلك.
وفي ذات السياق فقد تعرضت للتهديد تلفونياً أكثر من مرة، وتعرضت حقيبتي للتفتيش وفقدت الكثير من الأشياء والوثائق واكتشفت ذات مرة أنني استخدم شريحة شخص لا أعرفه فكيف وضع شريحته في جهازي؟ هل يريد بذلك تلفيق تهمة معينة، أم كانوا يسجلون مكالماتي الصادة والواردة؟!
نقول إننا سوف نستمر ولن تثنينا هذه الزوابع والدسائس والمؤامرات وكيل التهم وسنموت على الطريقة التي مات عليها الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون والله أكبر.<