صالح الحنشي
يافع الأصالة والتاريخ التي يستمد أبناؤها شموخهم من شموخ جبالها ويستمدون منها الثبات أيضاً، أبناء يافع ظلوا دائماً يضحون ولم يأخذوا شيئاً، تعد مناطق يافع من أكثر مناطق المحافظات الجنوبية التي دفعت خيرة أبناءها في مختلف مراحل النضال الوطني، وكانت الأكثر أيضاً في دفع الثمن في مختلف المنعطفات السياسية خلال فترة ما قبل الوحدة.
لكنها لم تأخذ شيئاً فما زالت مناطقها محرومة، مثالية أبناءها وإيثارها وحبهم الوطن جعلهم دائماً لا يلتفتون لما كان يحاك ضدهم من مؤامرات طوال فترة حكم الإشتراكي.
تقسيم مناطق يافع بين محافظتي لحج وأبين إبان الحكم الشمولي للشطر الجنوبي قبل الوحدة كانت جزءاً من تلك المؤامرة.
تشتيت أبنائها ومناطقها كان بهدف إضعافها.
في يونيو 1978م كان أبناء يافع هم من رجح كفة النصر للطرف المنتصر.
وكان معظم الضحايا حينها من أبناء يافع لكن ماذا حصل بعد ذلك؟ لم يحصل أبناؤها على المواقع التي كانوا يستحقونها في السلطة، كانوا كبش الفداء.
وحين بدأ أبناء يافع معرفة ما يحاك ضدهم حين بدأ بعض دعاة الفتنة إشعال الحرائق، كان موقف أبناء يافع في منتهى الحكمة، حين كانت مناطقهم آمنة مستقرة وحافظوا على السكينة فيها، وبدأت الدولة تلتفت لهذه المنطقة العزيزة على الوطن وقيادته.
قام بعض الخبثاء من أعداء أبناء يافع والذين سفكوا دماء خيرة أبنائها في يناير 1986م، ولأنهم يعرفون أنهم لا يستطيعون الوصول لأبناء يافع؛ لأن دماء أبناء يافع ما زالت لم تجف من على أكف أولئك الخبثاء، أوكلوا المهمة لحسن باعوم.
هم يعرفون الترابط بين أبناء يافع وأبناء حضرموت ووصلات النسب فيما بينهم ولمعرفتهم بأخلاق وشيم أبناء يافع الأصيلة اهتدوا لأن يكون باعوم رسولهم إلى يافع وأوكلوا المهمة التي رسموها في دمشق ووضعوا عليها اللمسات الأخيرة في حارات لندن.
المهمة تتلخص في الزج بأبناء يافع في الفوضى وأعمال العنف والشغب ورفع الشعارات التشطيرية في مناطقها، وذلك بهدف إظهار صورة مغلوطة عن أبناء يافع كي لا يعاد الاعتبار لأبنائها وتمثيلهم في الحكم بما يليق بمكانتهم ودورهم، الهدف تفويت الفرصة ليس إلا.
ولا أدري كيف انطلت هذه الخدعة على أبناء يافع، فهل سألوا أنفسهم لماذا اختار باعوم يافع دون غيرها؟ لماذا لا يأتي إلى المنطقة الوسطى في أبين أو الضالع أو عتق؟ وهل لا يوجد في يافع من بين أبنائها من يستطيع قيادة قبائلها ومثقفيها حتى يتوج نفسه باعوم زعيماً ليافع؟
أخيراً: احذروا ما يسوقكم ويسوق مناطقكم إليه باعوم.<