مهدي البابگري
لعل صورة العالم والسياسة العالمية والقانون الدولي ودور المنظمات العالمية والحقوقية قد اتضح حالياً من خلال المجازر التى ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة بدعم من اقوى قوة في العالم وانما ينادون له وما يستترون وراءه ليس سوى شعارات تستخدم لتلبية أو لخدمة هذه المصالح ولأن العالم لازال مجرد صياد وفريسة، الصياد يحمل البندقية والفريسة إما منشغلة تبحث عن لقمة العيش او نائمة او غافلة , فحتى يوقع الصياد بها لابد ان يمارس عليها ألاعيب وحيل مدروسة وخطط موضوعة وإغراءات حتى يجرها ويوقع بها في فخه فهل إستفاق المنُجر وراء الأعيب الصياد ام انهم مُصرون ان يجعلوا من أنفسهم وشعوبهم فريسة ضعيفة لا فكر لها ولا إدراك تعجز عن حماية نفسها أو حتى التفكير بكيفية حماية نفسها وعائلتها .. فواقعنا في اليمن افضل من غيرنا خاصةً في نعمة الديمقراطية والتعددية والحرية الحزبية والتنافس السلمي إلا ان ذلك لا يُسلم من وجود سلبيات يمكن معالجتها والقضاء عليها .. وما هو حاصل اليوم في الساحة السياسية لا يدل على أن هناك تغليب للمصلحة العليا للوطن ولا يدل على وجود فكر موحد وواعي يدرك ما يريد ويسعى لتحقيقه ولا يدل أيضاً" على ان هناك سياسة ثانية لليمن خارجية وداخلية ثابتة لا تتغير بتغير الأشخاص والأحزاب ؟؟ وأن الجميع يحبون اليمن ويسعون لرقيه وازدهاره وتطوير قدراته ؟؟ اذ نجد أن الأحزاب انحرفت عن مهمتها الملقاة على عاتقها تجاه مجتمعها وشعبها وتجاه الوطن فقد تخلت الأحزاب عن قضايا المجتمع وعن بناء الإنسان خاصة" شريحة الشباب فكرياً ووطنياً والعمل على استقطابهم وتحسيسهم بأهميتها وبأهمية الدور المناط بهم تجاه دينهم ووطنهم ومجتمعهم كما كان في الماضي بل ان الأحزاب والمنظمات ركزت جهودها على الجانب السياسي والإفراط فيه حتى جعلت المواطن في حالة من الشك والريبة وعدم الثقة بالأحزاب وبالحكومة وبالحزب الحاكم حتى في نفسه .. بل ان الجميع يتسابق على استغلال جهل المجتمع وبث سياسته الهدافه من خلاله والتأثير عليه .. وأصبح هدف الأحزاب ليس اليمن وتقديم أفضل تصميم لبرنامج طموح لقيادة البلاد والانطلاق به من الركود الى الحراك والى الإمام بل أصبح هدف الأحزاب والتنظيمات بعد ان انغلقت على نفسها وبعضها أصبحت اسرية المساومة على نسبة من المكاسب والمناصب واستعمال كل ما يمكن استعماله ولو كان ضاراً في زيادة هذه المكاسب .. وحتى وإن ضر ذلك الأرضية التي نقف عليها جميعاَ .. هل سيعيد الأحزاب النظر في نظرياتهم العتيقة وفلسفاتهم المرقعة ؟ هل سيقيمون ما حققوه طوال مسيراتهم النضالية الطويلة .. أو يطلبون من الآخرين تقييمهم أو من أعضاء أحزابهم ؟؟
هل سيغيرون سياسة الركض خلف التجزئة والتفريق والتشويه والتجزئ ويتبعون لغة التآخي والتآزر والتكتل وتوحيد القوى ونبذ الخلافات ، وإنشاء الثقة المتبادلة والتركيز على بناء المجتمع وصون حقوقه والبحث عن وسائل تخفف معاناة المواطن وبناء دولة النظام والقانون ؟؟!! هل سينتقلون من التقليد إلى الإبداع ؟ ومن الهدم إلى البناء ؟ ومن التشكيك والتشويه والتضليل إلى الحقيقة وتتبعها، هل سيصبحون عند مستوى الثقة والمسئوولية ويكونون أحزاباً بناءة كانوا معارضه او حاكم وتكون صحفهم الحزبية حقاً السلطة الرابعة بدلاً من أن تضل البلوى الرابعة هل سيدركون بأننا توحدنا وانتهجنا النهج الديمقراطي للخروج من دائرة الصراعات إلى التنافس الشريف والنزية للوصول إلى السلطة بالطرق الديمقراطية لا لإيجاد الخلافات والعودة إلى مرحلة الصراعات ؟!
هل سننمي واقعنا الديمقراطي وندعمه للنجاح كونهُ سفينة النجاة التي أختارها الجميع وارتضوا بها.<