محمد أمين الداهية
رغم ما يواجهه أبطال المقاومة في قطاع غزة من قنابل فسفورية تلقيها عليهم أيادٍ صهيونية جبانة وحصار عربي ظالم يحاول أن يبرر مواقفه المتخاذلة بقمم فاشلة جاءت مؤخراً بعد أن بلغت الحلقوم وبلغ السيل الزبى، وحتى يحافظوا على ماء وجوههم الذي عجزوا وسيعجزون عن الحفاظ عليه، رغم ذلك كله إلا أن أبطال المقاومة قد سطروا ولا زالوا يسطرون أروع الملاحم البطولية وأروع الانتصارات التاريخية على الجيش الصهيوني المتدرع والمتسلح بأحدث وأقوى آلات الحرب في العالم إلا أنها كانت عاجزة تماماً أمام إصرار وإرادة وفي مقدمة ذلك أعادت أبطال المقاومة بالله سبحانه وتعالى وأيضاً عدالة قضيتهم التي يقاتلون من أجلها، ففي هذه الحرب الغير متكافئة عدة وعتاداً يجيز أبطال المقاومة انتصارات مبهرة وثباتٍ غير عادي، فرغم إن الأرض قد ضاقت على أهل غزة بما رحبت إلا أنهم مدركون تماماً أن النصر من عند الله وأنه لا يضرهم من خذلهم، وأن العالم بأسره لو اجتمعوا على أن يضروهم بشيء فلن يضروهم إلا بشيء قد كتبه الله عليهم.
يا أهل غزة أصحاب النخوة، يا أهل الكرامة والعزة أمضوا على ما أنتم عليه فقد حققتم انجازات مبهرة وانتصارات جعلت بمن كانوا يراهنون على الجيش الصهيوني يتجرعون حسرات الندامة وخيبة الأمل العارمة التي أصابتهم وجعلتهم يتخبطون من أجل أفكارهم السيئة وعقولهم الرخيصة التي أقنعتهم بالتخاذل عن نصرة أبطال المقاومة وأهل غزة، إن كل من تقاعس وتخاذل وتآمر على غزة أهلها قد ألقى بنفسه إلى مزبلة التاريخ الذي سيذكره ويجعله علماً في الخيانة وبيع الأوطان والمقدسات الإسلامية حتى بعد أن كانت هذه الحرب التي تكفل بها أبطال المقاومة نيابة عن الأمة العربية والإسلامية قد نجحت في توحيد الشعوب العربية والإسلامية، يأتي الزعماء العرب ليزرعوا مفاهيم الحقد والكراهية بين الشعوب، فالشعوب التي حضر زعماؤها قمة الدوحة بالتأكيد وحسب الأغلبية هم مع زعمائهم وينتقدون بشدة الزعماء الذين تخلفوا عن الحضور وكذلك العكس في قمة الكويت، مما يصل صدى ذلك النقد على مستوى الشعوب، والتي بذلك الفعل تحاول أن تكون مؤيداً لزعمائها، نسأل الله العظيم أن يخرج الشعوب العربية والإسلامية من هذا المأزق الذي يصطنعه الزعماء، ونتمنى أن لا يكون اختلاف الزعماء طريقاً أو مسلكاً لاختلاف الشعوب.<
