;

إسرائيل تلعب بالنار 753

2009-01-18 23:08:01

احمد عمرابي

باقتحامها أخيراً الأحياء السكنية في مدينة غزة بشوارعها وأزقتها هل دخلت القوات الإسرائيلية في مخاطرة خطيرة غير محسوبة؟ في مقالة افتتاحية تقول صحيفة «فاينانشيال تايمز» اللندنية النخبوية: نعم، إذا كان الهدف الإسرائيلي من الاقتحام تقول الصحيفة هو الحد من عدد الصواريخ التي تطلقها «حماس» صوب مدن الجنوب الإسرائيلي فهو هدف ربما يكون قابلاً للانجاز.

أما إذا كان ما تعتزمه إسرائيل هو «شق قلب أو قصم ظهر» أقوى حركة فلسطينية تناصب الدولة اليهودية العداء فإن إسرائيل ستفشل.

وفي أي من الحالتين فإن تعاظم أعداد الضحايا من المدنيين الذين يسقطون جراء القصف الجوي والبري والبحري على مناطق حضرية مكتظة بالسكان سيؤدي إلى تشويه سمعة إسرائيل العالمية ويسيء إلى حكومات عربية «معتدلة» ورئاسة السلطة الفلسطينية مما يؤدي بالتالي إلى إضعاف الموقف السياسي الإسرائيلي.

والسؤال الذي يطرح هو: ألا يدرك القادة العسكريون الإسرائيليون أولاً والقادة السياسيون ثانياً مغبة المخاطرة التي قرروا ركوبها؟ إن من السذاجة أن نتهم قادة دولة متقدمة كإسرائيل بعدم الكفاءة في الشؤون العسكرية والسياسية، لماذا إذن لم يفطنوا سلفاً إلى ما هم مقدمون عليه؟

ولماذا ارتبكت الحسابات والتقديرات؟ التفسير الموضوعي لهذا الأمر هو ما قالت به «فاينانشيال تايمز»، تنبه افتتاحية الصحيفة الوفود إلى خلاف حاد على مستوى القيادة السياسية العليا في إسرائيل بين السيدة تسيبي ليفني وزيرة الخارجية وزعيمة حزب كاديما وإيهود باراك وزير الدفاع الذي يتزعم حزب العمل بشأن الاستراتيجية وكيفية إدارة الحرب علماً بأن الطبيعة الحقيقية لهذا الخلاف تنبع من تنافسهما على منصب رئيس الحكومة في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها الشهر المقبل.

وقد تصاعد الصراع بينهما إلى درجة أن صحيفة «هآرتس« ذات الشعبية الواسعة دعت إلى «وقف إطلاق نار« داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي، والمشكلة إذن هي أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة صارت جزءًا لا يتجزأ من معركة الانتخابات الإسرائيلية وعوامل ومتطلبات التنافس الانتخابي.

الزعيمان المتنافسان يدركان كلاهما أن الزج بالقوات داخل مجاهل أزقة مدينة غزة وغيرها من المدن ينطوي على احتمال خسائر بشرية جسيمة في صفوف الجنود الإسرائيليين على أيدي مقاتلي المقاومة الفلسطينية، لكن في الوقت نفسه يريد كل منهما أن يزايد على الآخر بالظهور بمظهر القائد الجسور الذي لا يتردد في مواجهة قوات حماس، وذلك من أجل تملق عواطف جمهور الناخبين الإسرائيليين. هكذا تلعب القيادات الإسرائيلية بالنار، ومن يلعب بالنار يحترق. <

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد