عبدالباسط الشميري
الفرز الذي تولد بعد مجزرة غزة بدأ يتعاظم، بل هو في تصاعد غير مسبوق ومسألة تشتت الموقف العربي الرسمي أمر لا يعنينا كشعوب لأنه وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود لم يعد للأنظمة الرسمية العربية أية أدوار إلا إذا كانت في الضغط أو المساهمة في تكبيل الشعوب وكما رأينا كيف اختلق النظام العربي الأزمات والخلافات ومن العدم وبدلاً من التشاور وتحديد النقاط والمواقف التي ينبغي اتخاذها قبل انعقاد أية قمة ذهب الجميع بمواقفهم باتجاه آخر فكانت قمة الدوحة وقمة الرياض ثم قمة شرم الشيخ ثم الكويت وبعد ماذا؟ بعد خراب مالطا! أقول كان بمقدور الأنظمة العربية منتهية الصلاحية أصلاً والفاقدة للشرعية إن تنتصر لنفسها ولو لمرة واحدة في حياتها قبل أن تدفن مع مواقفها المخزية وقبل أن تذهب في غياهب الجب، ولا استثني أحد منهم لماذا؟ لأن قمة غزة كان ينبغي أن تعقد ثاني يوم العدوان ويتم تحديد موقف واضح وصريح من العدوان لا أن يستمر العدوان "3" أسابيع ثم تعقد أربع قمم جميعها لا تسمن ولا تغني من جوع، بل عديمة الفائدة، فإسرائيل أكملت مهمة تدمير وحرق الأرض والإنسان والحجر والشجر في غزة، وعندما لم تجد من العرب رجل رشيداً ذهبت لتوقع اتفاقاً لوقف تهريب السلاح مع واشنطن في القارة الأميركية وهي بهذا العمل تستخف بالنظام الرسمي العربي أصلاً رغم أنني اعتقد جازماً أن الهرة المتوحشة ليفني تدرك تماماً عدم جدوى تلك الاتفاقية لكنها ترسل رسائل للعرب جميعاً وباللغة التي تفهمها هي، أما العرب فتعتقد ليفني أنهم غير جديرين بالاهتمام بل لا يستحقون حتى مجرد الالتفات إليهم! وهي محقة في هذا بالطبع.. لماذا؟
لأن هناك أسباب وشواهد قادت الجميع إلى هذا الاستنتاج نورد منها!
1- إنها لم تحركهم تلك المشاهد المأساوية التي في غزة عندما أقدم السيد هوجو تشافيز على قطع علاقات بلاده بإسرائيل وقام بطرد سفيرها في كاراكلس تعلمون ماذا؟ رد رئيس لجنة القدس الملك المعظم محمد الخامس، قام بطرد سفير فنزويلاً من الرباط وبحجة واهية سخيفة لا يمكننا تصديقها على الإطلاق!
2- قامت بوليفيا بطرد سفير تل أبيب وقطعت علاقاتها بإسرائيل وردت قمة الدوحة من أجل غزة، بل أطلق عليها قمة غزة بتجميد علاقات قطر وموريتانيا مع إسرائيل ياه والموقف العظيم تجميد جمد الله الدماء في عروقكم.
يا سخفاء!
قمة الكويت بعد ماذا جاءت هذه القمة؟ الإجابة بعد ذبح ما يقارب من "1300" نفس وجريح ما يزيد عن "5000" شخص نصف العدد من الأطفال والنساء!
لدينا دول عربية عديدة لديها علاقات مع العدو الصهيوني لماذا لا تقطع؟
لدينا دول أخرى عربية فيها مكاتب تجارية واقتصادية للدولة العبرية هل تبقى هي الأخرى؟ الكلمة الفصل لكم أيها الشرفاء في وطننا العربي! وأخيراً نريد أن ننفض أيدينا من النظام الرسمي العربي وبصورة كاملة!
وحقيقة لم نعد نعول عليه فعل شيء لذلك نقول الشعوب ما الذي عليها فعله؟
الإجابة تكون كالتالي:
أولاً مقاطعة بضائع الكيان العبري والأميركي كل المواد التي نعرفها أنها صناعة أميركية واجب علينا مقاطعتها ليس الآن فقط بل تستمر المقاطعة وبدون توقف!
ثانياً: مقاطعة بضائع الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل بما فيها الدول العربية التي جمدت علاقاتها ولم تقطع هذه العلاقات سيئة الصيت.
وختاماً نحن مدعوون لإعلان هذه المقاطعة على مستوى الشارع والبيت والمدرسة والنادي والمتجر وكل وسائل الإعلام ومختلف قطاعات الحياة.
ولمن يستهين بهذا العمل نقول له لم يطرد الهنود الإنجليز من بلادهم إلا بمقاطعة بضائعهم ولكم أحبائنا أن نتصور لو قاطع العالم الإسلامي بضائع واشنطن لمدة شهر واحد كم ستبلغ خسائر الإدارة الأميركية؟ ستفوق المائة مليار دولار! خاصة وإن تعداد عالمنا الإسلامي يزيد عن مليار وثلاثمائة مليون فلنبدأ ومن الآن بمقاطعة بضائع العدو! وندعو من نعرف ومن لا نعرف وللحديث بقية.<
abast 66 @ hotmail.com
