حسن بن حسينون
بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على الحرب العدوانية الصهيونية الأميركية على قطاع غزة، وبعد أن فشل الكيان الصهيوني في تحقيق أهدافه بالرغم من الخراب والدمار للبنية التحتية وكذلك الخسائر البشرية والتي كان ضحيتها بشكل أساسي الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال الذين دكت الطائرات والبوارج البحرية وقذائف الدبابات المنازل والمؤسسات فوق رؤوسهم، وقد شاهد العالم كله بكل شعوبه مسلمين ومسيحيين يهود وبوذيين الذين هالتهم تلك المناظر البشعة للضحايا وقد تناثرت أشلاؤهم وأجسادهم في الطرقات والمدارس وتحت أنقاض البيوت فانتفضت جميعها في جميع بقاع الأرض وفي حالة من الغضب والاحتجاج مطالبة بالوقف الفوري للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، مرت أيام وساعات وأسابيع الحرب وكأنها دهراً لم يلتف خلالها لا الحكومات ولا المنظمات الدولية إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة وكأن جميع هذه الحكومات والمنظمات قد عقدت العزم واتفقت مع الكيان الصهيوني مع شعب الإصرار والترصد بإعطائه الضوء الأخضر في تدمير القطاع والقضاء على المقاومة الفلسطينية.
وعندما فشلت هذه المؤامرة بفضل صمود المقاومة لم يجد المتآمرون الأميركان وحلفاؤهم من أحفاد سايكس بيكو وأبناء وأحفاد الكذبة الكبرى التي أطلق عليها بالثورة الكبرى، وكذا أبناء وأحفاد أمراء الطوائف العربية التي تعاونت مع الحروب الصليبية التي أدت إلى احتلال فلسطين والقدس الشريف والمسجد الأقصى والذين يشكلون اليوم عرب أميركا والصهيونية من الحكام، لم يجدوا أمامهم من وسيلة سوى التداعي والحضور إلى وكر الخيانة والتآمر في شرم الشيخ على ضوء دعوة فرعون مصر التي حملها لهم مستشاره هامان وذلك بهدف رفع معنوية قادة الكيان الصهيوني الذين فشلوا في التخلص من المقاومة، هذا من جهة ومن جهة أخرى المحاولة المستميتة في غسل وجوههم التي تلطخت بالخزي والعار وآثار أحذية منتظر الزيدي ونجمة داود السداسية التي لا يمكن أن تمحى وتزول حتى باستخدام أحدث ما انتجته الصناعات الكيماوية ومصانع أدوات التجميل.
فحيثيات واتفاقات سايكس بيكو القديمة والجديدة في شرم الشيخ السرية التي تم الاتفاق عليها من قبل ضيوف فرعون مصر قد برزت بعض ملامحها بداية بإنهاء أي وجود لحركة حماس والمقاومة في غزة مروراً بعزل القطاع عن الضفة ومحاصرته وترتيب أوضاعه السياسية لاحقاً وما خفى سوف يكون أكبر وأعظم.
لكن هيهات فشعب الجبارين داخل فلسطين وفي الشتات ومن يقف معهم على طريق التحرر واستئصال الغدة السرطانية التي زرعت في قلب الوطن العربي قد قالوا كلمتهم بأن المقاومة والمقاومة وحدها واستمراريتها هي السبيل الوحيد لإفشال كل المؤامرات وتحرير شعب فلسطين وأرض فلسطين وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية، ولن يكون هناك مكان أو أثر لذلك الكيان الذي جثم بكاهله على أرض فلسطين والأرض العربية عقوداً طويلة من الزمن إذا من خلالها الجميع بالعديد من الحروب والكوارث والأزمات وعشرات الآلاف من الضحايا البشرية التي لعب المتآمرون من الحكام العرب والمال العربي الدور الأساسي فيها بما في ذلك ما يحدث اليوم في قطاع غزة.
لقد تحددت المهام والالتزامات لكل من القتلة في الكيان الصهيوني والخونة المتآمرين من الحكام العرب لم يقتصر ذلك تجاه ما يحدث في غزة فإن ذلك هو امتداد لما حدث طيلة الستة العقود الماضية.
تلك المهام والالتزامات قيام إسرائيل بالعدوان وتدمير البنى التحتية وقتل البشر في أكثر من بلد عربي وبدلاً من إلزامها وإدانتها وتقديم الجناة إلى المحاكمة الدولية ودفع التعويضات وإعادة الإعمار، فإن مهمة ذلك قد تكفل بها أمراء النفط من الحكام العرب المتآمرون، حتى أصبح معروفاً أن إسرائيل تدمر والعرب يعمرون نيابة عن الكيان الصهيوني. <