عبدالوارث النجري
عذراً أيها الشعب الفلسطيني الأعزل لما تواجهه اليوم من حرب إبادة على يد قوات بني صهيوني المجرمين، عذراً أيها الطفل الفلسطيني وأنت تقتل في فراش نومك دون ذنب اقترفته سوى أنك تحمل الهوية الفلسطينية المسلمة ودمك عربي، عذراً لتلك الدماء التي تنزف في شوارع غزة وهي تبحث عن رغيف العيش، عن علبة الدواء، عن قارورة ماء نظيفة، عذراً رسول الله وهم يدنسو الأقصى ويسيئون إليك من خلال تلك الرسوم في صحفهم، عذراً وهم يدنسو الأرض وينتهكو العرض في كثير من البلدان العربية، ونحن جميعاً نلزم الصمت، نستنكر فلا يسمعنا أحد، نتظاهر ونشجب فيتم قمعنا بالهراوات والعصي، وندافع عن هويتنا الإسلامية وكرامتنا فيتهمونا بالإرهاب، ويزجون بنا المعتقلات، بعد مرور عشرين عاماً من القتل الجماعي والتدمير اليومي راح ضحية هذه الحرب آلاف الشهداء وآلاف الجرحى نسمع عن التحرك الديبلوماسي العربي من مبادرات ومشاورات ولقاءات وقمم ولكنها جميعها جوفاء من الداخل لا تحمل قرار الأمة، ولا تنتصر لقضاياها، بل أنها أهون من الشجب والإدانة والاستنكار، هذا إذا لم تكن جزءاً المؤامرة على قضية فلسطين ، بعد عشرين يوماً من القصف العشوائي لطائرات بني صهيون ومدافعها وقواتها البرية والبحرية بسيل من القنابل العنقودية والفسفورية وكافة أنواع الأسلحة المحرمة دولياً على شعبنا الأعزل والمحاصر في سجن غزة، يظهر قادة العروبة بشكل مخزي يعبر عن حقيقة تلك الزعامات التي تقودنا اليوم والتي لا تشرف تلك الدماء الزكية التي تدافع عن كرامة وعزة الأمة بأكملها، تظهر هذه القيادات وعبر شاشات التلفزة وهي منقسمة أشتاتاً وأحزاباً وجماعات وعصابات مختلفة فيما بينها حول القضية الأم فلسطين، لتظهر بذلك الانقسام حسن ولائها للعجوز الشمطاء رايس في نهاية عهدها في البيت الأبيض الأميركي وهي أي الزعامات العربية تبعث من خلال ذلك الانقسام المخزي حول القضية الفلسطينية رسالة إلى العجوزين رايس وليفني بمواصلة الحرب والقضاء على المقاومة الفلسطينية وتؤكد رايس بأن مخطط الشرق الأوسط الكبير قد خرج إلى النور بعد مخاض عسير لعدة سنوات، القادة العرب انقسموا بعد عشرين يوماً من نزيف الدماء إلى قسمين، القسم الأول والذي يحمل بدلات الممانعة يرغب في عقد قمة عربية طارئة تستضيفها الدوحة ويحضرها أحمدي نجاد، والقسم الآخر والذي يحمل بدلات الاعتدال يرغب في عقد قمة عربية معدلها منذ سنة كقمة اقتصادية تعقد في الكويت ويتم فيها مناقشة الوضع الفلسطيني وقد يحضرها باراك أوباما أو ساركوزي، ومع ذلك نجد أن الطرفين كل له مبرراته الواهية لأسباب كثيرة وفي مقدمتها أن قضية فلسطين اليوم لم تعد خاصة بحماس أو فتح ولم تتعلق بالمحور السني أو المحور الشيعي، وليست مرتبطة بعباس أو مشعل، بل لقد صارت القضية الفلسطينية اليوم قضية عالمية إنسانية، لا علاقة لها بحزب أو مذهب معين، ولهذا ثار الزعيم الفنزويلي شافيز من أطراف الأرض لينتصر لأطفال غزة ونساء غزة وشيوخ غزة، ليعلن بصورة انفرادية وفي قرار شجاع طرد السفير الصهيوني من بلاده وقطع كافة العلاقات مع بني صهيون، وانظروا إلى الموقف العربي والإسلامي من حرب الإبادة على غزة، فمن مصر أرض الكنانة والريادة العربية تعلن ليفني حربها على غزة، وبعد عشرين يوماً يظهر القادة العرب في خلاف حول مكان عقد القمة وبعد واحد وعشرين يوماً من الحرب على غزة تخرج قمة قطر ومحور الممانعة بالنتائج الآتية تجميد العلاقات مع إسرائيل، رغم أن هذه القمة حضرها نجاد الذي أعلن يوماً أنه عازم على اقتلاع إسرائيل من الخريطة، ويا للأسف فقد عقدت القمة في مكان لا يبعد كثيراً عن القاعدة العسكرية الأميركية التي زودت إسرائيل بكافة أسلحة الدمار الشامل والمحرمة دولياً، فيا ترى ما هي النتائج التي قد تخرج بها قمة الكويت والتي ستحضرها دول الاعتدال العربي، هل ستقرر هذه الدول قطع اتصالاتها مع إسرائيل مؤقتاً؟! أليس شافيز الأميركي صاحب إرادة وقرار ذاتي أكثر من قيادات دول الممانعة ودول الاعتدال؟ أليس شافيز أكثر عروبة ونصرة لإخواننا في غزة أكثر من هؤلاء الأشباه قادة ولاة أميركا والغرب في الأراضي العربية والإسلامية؟ هل القرار الشجاع والنوايا الصادقة في نصرة قضايانا وإخواننا ومقدساتنا بحاجة إلى عقد القمم؟ أم أن هناك من يبيع الذمم في أسواقنا العربية بثمن بخس لبني صهيون ومن يقف وراءهم ويدعمهم من دول أوروبا وأميركا؟! أليست تلك اللقاءات والمشاورات مع بني صهيون والغربيين مجرد صفقات لبيع الأمة العربية والإسلامية؟! لهذا ستنتصر المقاومة وتصمد غزة ويستمر نضال الأمة في تحرير الأقصى وفلسطين وتفشل القيادات العربية في كل اجتماع وقمة.<