العنف هو حالة نفسية تجعل الفرد يقوم بتصرفات معادية دون أي مبالاة، ودون أي توقع لما سينتج إزاء ذلك التصرف، هناك مشاكل صغيرة قد تحدث في بعض الأسر وبالذات بين الرجل وزوجته قد لا تستدعي هذه المشاكل إلى استخدام العنف من قبل الرجل مع زوجته وأولاده، ولكن كما يقولون: ساعة شيطان أو لحظة غضب أو غير ذلك من المبررات التي لا تجدي نفعاً، هذا الخراب الأسري الذي قد حل في الأسرة نتيجة العنف الأحمق الذي يمارسه الرجل في بيته مما يؤدي إلى الطلاق وانتقال الحالة النفسية من الأب إلى الأولاد ولكن بصورة مختلفة تبدأ من الشارع عندما يتشرد الأطفال ويقضون أغلب يومهم في وسط سيء من رفقاء السوء الذين يجعلون من العنف أسلوباً يخدم حياتهم الجديدة في ظل التشرد والجريمة..
وقد توصل المختصون في شؤون الأسرة إلى أن أكثر المشكلات التي يمكن أن تؤدي إلى الحدة واستخدام العنف بين الزوجين هي الجنس، المال، الاختلاف حول الشؤون المنزلية.
فمن ناحية الجنس فاحتياجات كل طرف والتأثر بأسلوب تربيته وتنشئته والحقوق والواجبات لكل طرف تجاه الآخر، كل هذه الأمور إن لم تناقش أو تعالج من البداية بصراحة وتفهم كل طرف للآخر فيمكن أن تؤدي إلى مشكلات كثيرة ومعقدة قد تتطور إلى استخدام العنف اللفظي أو البدني..
وقد تؤدي إلى الطلاق، وبالرغم من التقدم في كل وسائل المعرفة إلا أن الكثير من الأمهات والآباء ما زالوا يجسدون لأبنائهم المثل السيئ في المعاملة الأسرية والتوازن الذي يجب أن يلاحظه الأبناء في كلا الوالدين، وأيضاً عدم قدرة الوالدين على إيصال رسائل ناجحة إلى أبنائهم بخصوص الحياة الزوجية وما تتضمن وما يجب أن تكون عليه، فتوفر مثل هذه الأشياء للأبناء تساعدهم على إقامة علاقة زوجية ناجحة وحياة زوجية هادئة بعيدة عن مشاكل العنف التي تكون نتائجها في الغالب التفكك الأسري، ولا أظن أن أحداً يجهل معنى التفكك الأسري ومساوئه، أما بالنسبة للمال لا يشترط قلة المال وزيادة الاحتياج لإثارة المشكلات واستخدام العنف أو الضرب بين الزوجين، بل قد تؤدي زيادة المال ووفرته إلى العنف بينهما، فعدم وجود الثقة بين الزوجين وخوف الزوجة من أن تضيع ثروة زوجها لصالح زوجة أخرى وعدم شعورها بالأمان كل هذه الأمور يمكن أن تؤدي إلى أشد حالات العنف، بل قد تتطور إلى ارتكاب الجريمة، وأيضاً الشؤون المنزلية من أكثر المشاكل التي قد تؤدي إلى استخدام العنف بين الزوجين، وتطالعنا الصحف عن حالات عنف بين الزوجين قد تصل إلى أقسام الشرطة، وفي بعض الحالات قد تصل إلى القتل، والسبب اكتشاف الزوج زيادة الملح في الطعام، أو أن الطعام قد احترق..
إن سماح الزوجة أو الزوج باستمرار المشكلات والتعديات بينهما دون وقفة حاسمة أو دون علاج هي فرصة لتطور العلاقة بينهما للأسوأ، ومن ثم صعوبة الوصول إلى حل، فعلى كل زوج وزوجة أن يحافظوا على استقرار حياتهم ومستقبل أبنائهم، فلحظة غضب تنتج ندم سنين في حين لا ينفع الندم.