تباً لك أيه الفقر كيف تصنع المآسي وتجلب الأحزان لمن يصيبهم سيفك كيف تجعلهم يصارعون هذه الحياة بكل شراسة الضعيف الذي يسخر قوته وعنفوانه لعمل شريف يستطيع من خلاله أن يجني من النقود ما يسد به رمق أطفاله، أو أن يحاول قهر الظروف والتغلب على جبروتك، بتوفير ولو جزء من قوت يومه، ما أقسى قلبك، وما أبشع وجودك بين أسرة قد كبلتها الظروف بقيود الحرمان فمجزت أن تخرج إليك من يواجهك ويفتك بك، أتدري لماذا؟! لأنها على عراك شديد وصراع مؤلم مع قوتك الظالمة التي لا تعرف الرحمة أبداً، وهذا الصراع الحاد شغلها وجعلها غير قادرة على تربية وإنشاء جيل متسلح بالعلم والمعرفة، يقضي على قوتك وينهي وجودك بين أوساط أسرهم المسكينة، أيه الفقر أتدري ما هو سر وجودك واستمرارك في تعذيب الكثير، إنها الرحمة التي انتزعت من قلوب أغلب الميسورين والأغنياء الذين ماتت ضمائرهم ونظروا إلى هؤلاء المحرومين من الناس على أنهم يستحقون هذا الحرمان لأن الحظ لم يحالفهم ليصبحوا في زمرة الأغنياء أو لأنهم يخافون ويخشون على أنفسهم وأسرهم الحرام لأنهم يعرفون جيداً أنه ما نبت جسم من حرام إلا كانت النار أولى به، ولكن ورغم ذلك فالخيرون كثر ومن سيقارعونك أكثر، فما أجملك وأروعك يا قناة السعيدة وأنت تقدمين ذلك البرنامج الناجح والمتميز الذي أثار الشجون وهز المشاعر حقاً "إنه برنامج صناع المعروف" الذي هدفه بالدرجة الأولى هدف إنساني ونبيل، برنامج يسعى ويعمل على إنتزاع القهر والذل من قلوب الفقراء والمحرومين ليغرس بدلاً عن ذلك بسمة تبكي كل من ينظر إليها وهي ترتسم في وجوهٍ قد جار عليها الزمن وأخفاها أوجاع الفقر وآلام الحياة، إن هذا لهو العامل الصالح وإن مثل هذه البرامج هي ما يحتاج إليها الناس بمختلف مستوياتهم، الفقير والمحروم يترك البأس ويستبدله أمل بأن هناك من فيهم الخير، وأن الدنيا ما زال عليها أناس فيهم من الرحمة ما يجعلهم يسارعون في الخيرات ويبحثون عمن يحتاج إلى خيرهم وينتظر عطائهم الذي قد ينقذ الكثير من ويلات الحياة ومصائب الزمن، لقد أبدعت وتألقت قناة السعيدة بمثل هذه البرامج التي تخدم الإنسان والمجتمع، بارك الله لمن سعى ويسعى إلى فعل الخير وإدخال الفرح والسرور إلى قلوب غاب الفرح عنها، أو قد تكون لم تعرف السرور بمعناه الحقيقي، فيا لحظكم يا من وفقتم في إدخال البهجة والسرور إلى أسرٍ لم تتوقع يوماً مثل هذه الفرحة التي رأيناها عبر قناة السعيدة برنامج "صناع المعروف" أما من ينفقون الملايين في خزعبلات وتراهات وبرامج لا تزيد المجتمعات إلا وباءً وفساداً، فنقول لهم: اتقو الله في نعمه وخصصوا جزءاً لا بأس به، إن لم يكن الكل في برامج
إنسانية تخدم الناس وتجلب لكم الخير والبركة فتحية إلى برنامج صناع المعروف ونتمنى أن يستمر على هذا المنوال.
