بقدوم الشهر الكريم شهر رمضان المبارك الذي أتمنى أن يكون شهر مغفرة وثواب وخير وبركة وسعادة على الجميع التقت سيارتان عند مفترق طريق بالقرب من أحد الأسواق التجارية بالشيخ عثمان بمحافظة عدن حيث الشيخ والحركة مكتضة بالسكان وكل يريد أولوية الدخول وتطورت المشادة التي بدأت من خلف زجاج السيارات المغلقة إلى خارج ذلك الزجاج ثم انفتحت الأبواب وترجل السائقان واقتربا وكلاهما مكفهر الوجه، وإن بدت عليهما علامات النعمة الوفيرة وتشابكت الأيادي وتدخل رجل معروف الوجه امتص الضربات الأولى على قفاه النحيل من أجل أن يفصل بين قوات السيدين اللذين تطايرت حولهما كلمات بذيئة لا تتناسب مطلقاً مع مظاهر النعمة الوفيرة، والتقطت أذناي وسط العاصفة العاتية من السخط والتلويح كلمات متفرقة مؤداها أن كلاً منهما يريد أن يعلم الآخر الأدب، يعني أن الأخوة أبناء النعمة الوفيرة قررا أن يستعملا قلة الأدب في تعليم بعضهما البعض أصول اللياقة والأدب، الواقع أن هذه ليست الحادثة الوحيدة من هذا النوع، وليست مثل هذه المشاجرات تقتصر على فئة من الناس دون غيرها، وإنما تصبح مثل مشاهدة مسرح كوميدي عندما تنشب بين وجهاء القوم أو أبنائهم وتجعلهم في أوضاع مثيرة للضحك والسخرية والرثاء، أما بسطاء القوم فربما التمس لهم العذر وأن ضيق الخلق وسوء الخلق بأنه ناتج عن معانات أو أزمات أو مطالب غير مجابة، والواقع أن الظاهرة امتدت إلى مجالات البيع والشراء وكافة المعاملات بأنواعها سواء كان أطرافها موظفين عموميين أو أحد من الناس أو أشخاصاً آخرين، وحين يصادفك شخص يتمتع بأدب جم تصيبك الدهشة وتحب أن يسخر منك أو أنه لئيم حريص لينجح في أخفاء لؤمه وقلة أدبه.
أخيراً يمكن القول هل اختفت مسحة الرومانسية وتضاءلت في العلاقات العامة ورسمت الأعمال الفنية صوراً بشعة للعلاقات بين الأفراد والفئات والطبقات المتنوعة داخل المجتمع أقل ما يمكن وصفها بأنها قلة أدب.
اللهم أشرح لنا صدورنا ويسر لنا أمورنا وافتح لنا أبواب رحمتك واغفر لنا سيئاتنا وسدد خطانا وعزز الرحمة في قلوبنا نستغفرك لك الحمد.