مهزلة تبحث عن من ينهيها!!

محمد أمين الداهية

2008-08-23 02:28:13

دائماً تنقلب الأمور رأساً على عقب، وبالذات في الأشياء والمتطلبات الضرورية للإنسان، تنقلب الأمور في كثير من شؤون الحياة وقد تهون كل الأشياء التي تعترض الإنسان في حياته إلا شيء واحد وهو أن تعترض الفرد منا قوة اقتصادية تفشل أمامها قوة القانون الذي يعتبره المواطن السلاح الوحيد الذي يمكن أن يواجه به جبابرة لقمة العيش ومعكري صفو الحياة من التجار وبعض المستغلين لغياب القانون حتى على مستوى التجار الصغار في الأحياء والأسواق العامة، الأسعار في ارتفاع مستمر دون وجه حق، عمليات الاحتكار تبدأ نشاطها وأبرزها احتكار الغاز الذي منذ ثلاثة أيام لا نرى له أي وجود، وإن وجد في بعض الأحيان فالشيء اليسير وبعدد الأصابع، لماذا يطلق العنان لمثل هؤلاء المبتزين ليسيروا هذا الشعب حسب أهوائهم؟ لماذا عدم الاهتمام من الجهات ذات العلاقة في ضبط أمور في غاية الأهمية؟ لماذا يواجه المواطن نكسات مستمرة من قبل هؤلاء التجار الذين لا يرحمون؟ وأيضاً من قبل المسؤولين عن ضبط مثل هذه الأمور المتعلقة بحياة المواطنين واستقرارهم؟ لماذا كلما ارتفعت معنويات المواطنين وزادت ثقتهم بأن كل شيء مستقر تنقلب الأمور ويفاجؤوا بضربات موجعة؟ يوجهها عديمو الإنسانية الذين لا هم لهم سوى ما هو العائد الذي يحصلون عليه جراء ممارستهم العنجهية وتلاعبهم بالمواطنين عبر أسعار مزاجية واحتكار جشع يجعل المواطنين في صراع مستمر وكد مرهق، وهم يبحثون عمَّن ينهي هذه المهزلة وإيقاف كل مستهترعند حده، إن البعض من في أيديهم قوت المواطنين وخلاصهم لا يهمهم إلا ما يحصلون عليه سواءً من عائدات مادية أو مصالح مشتركة تجعل كلاً منهم يحافظ على الآخر حتى وإن كان الثمن حياة المواطنين، إن مثل هؤلاء يسيئون للوطن وأيضاً لحكومته، فالحكومة لا يمكن أبداً أن ترضى بمثل هذا التطاول على المواطنين، وهي تعمل جاهدة على أن توفر للمواطن ما يضمن حياته واستقراره، ولكن المواطن المتضرر لا يلقي باللوم وبالدرجة الأولى إلا على الحكومة؛ لأنه يرى فيها القدرة على حمايته من مثل هذه الصدمات الاقتصادية البشعة، إن من يقومون بمحاربة المواطن وإنزال الضرر من التجار وعلى مختلف مستوياتهم إنهم يسيئون إلى الدولة بشكل مباشر، ونحن جميعاً نعرف ونؤمن أن الدولة أو الحكومة لا تعمل إلا على مصلحة المواطن، وأن هؤلاء المتسلطين من التجار ما هم إلا أعداء للوطن والمواطن، وما دام الأمر كذلك نناشد من بيدهم الأمر ومن لهم علاقة سواءً في وزارة التجارة والصناعة أم في غيرها أن يقفوا بأمانة تجاه ما يحصل من غلاء في الأسعار واحتكار للسلع والمتطلبات وعلى رأسها "الغاز"، فالمواطنون كلهم إيمان وثقة بأن هناك جهات تحميهم وتنقذهم من هذه السطوة الاقتصادية الجائرة التي أثقلت كاهلهم وأعيت حياة المواطنين وأسرهم.