الانعزالية هي مقاطعة المجتمع بكل فعالياته ومحركاته وتفضيل الانعزال بعيداً عن التجمعات الإنسانية على المستوى العام، وقد يصاب بالتوحد من يتعرض لمواقف إنسانية صعبة تفقده الثقة بكل شيء يرتبط بتلك الصدقة التي تلقاها الفرد، كالخذلان أو الاحتقار للفرد من قبل المجتمع أو عوامل أخرى نفسية تولد عند الفرد حب الانعزال والوحدة، وأيضاً يشعر الإنسان بالوحدة عندما يكون معزولاً أو منفصل عن العالم الخارجي، ومقطوعاً عن الأشخاص الذين يحب أن تكون على اتصال بهم، أو أن يشعر بأنه معزول عاطفياً حتى أثناء تواجده معهم، ربما يشعر أي فرد في وقت من الأوقات أنه وحيد بسبب مشكلة يواجهها أو قرار يريد أن يتخذه ولا يجد من يسانده فيشعر بالحزن ويحاول أن يرثي نفسه تجاه ما يمر به من مأزق وغاب عنه من يقف إلى جانبه فيما يحتاج إليه في هذه الحالة يجب على هذا الإنسان أن يمنح نفسه ثقة أكثر من اللازم وأن يجعل عقله خير صديق يسانده على اتخاذ قراره أو تخطي مشكلته، إن الوحدة كابوس إذا استسلمنا لها ولم نفعل شيئاً إيجابياً تجاهها مما يؤدي بنا إلى نوع من الإحباط والعجز، وبذلك نكون قد أسهمنا بشكل مباشر في تعميق هذا الشعور، وقد نصاب بمرض التوحد أو الانعزال والذي بدوره يؤدي إلى سوء الحالة النفسية وتفاقم هذا المرض حتى يصل إلى درجة يصعب علاجها بسهولة، يجب أن يكون الإنسان أقوى من واقعه، فالبعض سرعان ما يصاب بالإحباط عندما لا يجد من يفهمه من بين المحيطين به، فهذا السبب لا يوجب علينا أن نعيش حالة سيئة نتيجة ذلك، فطالما نملك الثقة بأنفسنا وبوجودنا فلا نحتاج إلى تقييم أو تقدير أشخاص تنقصهم المعرفة واحترام الذات؛ لأن من يحترم ذاته يقدر الآخرين ويحترم وجودهم وأفكارهم مهما كانت طالما وهي لم تخرج عن حدود القيم والأخلاق، كل شخص يمتلك سمة أو ميزة ينفرد بها ويتميز عن الآخرين، فالله سبحانه وتعالى قد منح وأعطى كل إنسان ما يجعله متميزاً ورائعاً في عيون الآخرين، فمن الناس من استطاع أن يعرف ما منحه الله من خاصة فاستخدمها ونماها حتى تمكن من إثبات وجوده وأهميته بين كل المحيطين به، ومنهم من لم يستطع أن يعرف ما هي الصفة التي منحها الله له لكي ينميها ويستخدمها بشكل صحيح حتى يستطيع أن يثبت وجوده وأهميته في المجتمع وقد يرجع ذلك إلى عدم استخدام العقل استخداماً صحيحاً وسليماً يؤهله إلى اكتشاف ذاته وخاصيته التي ميزه الله بها عن غيره من الناس، فيعيش دائماً شعور الوحدة أو الإنسان الغير صالح لأي شيء، ولا يمكن أن يقدم شيئاً لنفسه أو لمن حوله، ولكي يتجنب الإنسان الشعور بالوحدة فعليه أن يجعل وقته للنمو، الوحدة تمثل حلقة في سلسلة حياتنا وبإرادتنا نستطيع أن نجعل منها وقتاً للنمو الفكري، فنزيد من قراءتنا وإطلاعنا ومحاولاتنا الاندماج في مجالات خدمة تطوعية ينتفع بها الإنسان والبشرية، وأفضل شيء يخلصنا من الشعور بالوحدة ذكر الله سبحانه وتعالى ومعاملتنا الطيبة وتقبلنا لذاتنا وللآخرين، وأن نؤمن أن الله يحبنا وقد وضع فينا أشياءً تجعلنا مميزين ومقبولين عند الآخرين.
محمد أمين الداهية
الانعزال مرض يتضاعف 2259
2008-08-17 03:56:24
