;
عبدالكريم المدي
عبدالكريم المدي

هل ينقصنا حقاً فيتامين الوطنية؟ .. ووزارة التربية ومواعيد عرقوب إلى أين؟ 2036

2008-08-12 04:33:15


هل سيأتي اليوم الذي يتحول فيه اليمن إلى ورشة عمل في شتى مناحي الحياة؟!

هل سيأتي اليوم الذي يقف فيه الجميع وقفة رجل واحد أمام الفاسدين وآكلي المال العام ومصاصي دماء فقراء هذا الشعب؟!

هل سيأتي اليوم الذي يضع فيه الكثير من مسؤولي هذا البلد - المتخمين بكافة أنواع العملات الخضراء والصفراء - أحذيتهم في أحذية الفقراء ويتمشون في أحيائهم؟!

هل سيأتي اليوم الذي تطغى على الجميع ثقافة السلام والوئام وحب الخير والتسامح؟!

هل سيأتي اليوم الذي يتجه فيه موظفونا وشبابنا وناشئونا دون استثناء وفي كل بلاد اليمن إلى مدارسهم وجامعاتهم ومزارعهم وحقول الإنتاج وكلهم رغبة حقيقية في العمل من أجل الوطن والتحصيل العلمي من أجل الإسهام المستقبلي في خدمة الوطن والنهوض به؟!

هل سيأتي اليوم الذي يجعلنا كموظفين عاديين لا نقترض في الشهر أضعاف أضعاف رواتبنا؟!

هل سيأتي اليوم الذي يتنادى فيه كل أبناء اليمن إلى الحوار الوطني ونبذ الخلاف؟!

قطعاً لا نستطيع في الحقيقة أن نجيب على هذه التساؤلات المشروعة والآمال والأحلام الجميلة التي من حقنا كبشر أن نحلم بها ونتفيأ خمائلها وإن كانت بعيدة التحقُّق وصعبة المنال كما يرى الكثيرون من الذين يصل بهم الحال أحياناً إلى أن يقول لك - عندما يراك تنافح عن ثوابت الأمة وعقيدتها ووحدة وتجانس المجتمع - ما مصلحتك؟ (راتبك كم يكفي معك في الشهر؟) أنت ساذج أنت تابع أنت أنت... الخ، في كل الأحوال وإن كانوا هؤلاء الذين ينظرون إلى من يتمتع بقدر من الوطنية قِلّة، إلا أنهم في الواقع يؤثرون على قناعاته وقيمه وعلى نفسيته وبشكل كبير.

كثيرة هي المواقف التي يحكيها لنا بعض الزملاء حول هذا الموضوع فيحنما يقف الشرفاء أحياناً وإن كانوا لا يتبؤون أي مراكز ووظائف قيادية أوحتى عادية أو مستفيدون من السلطة ينافحون عن الثوابت والقيم الوطنية يتصدى لهم أحياناً بعض المسحوقين اقتصادياً والمهمّشين الذين يعانون ويعيشون على الفُتات والفاقة والحرمان . يتصدون للشرفاء بذكر المآسي والحقائق المؤلمة من الواقع المر العلقم الواقع المكهرب بالجوع والفساد وخيانة الأمانة الوطنية والدين والمستغلين الوظيفة العامة وأموال الشعب. نقول: لا أستراتيجية أجور أفادت أوحتى خفّفت من وطأة الحياه التي استنزفت العقول والقلوب والنفوس والأرواح والقيم والمبادئ لدى كثير من الناس ولا ثلاثة الف حسّنت الاحوال ولا إصلاح مالي وإداري اتى بنتائج ملموسة ولا شيء أفاد الناس أو غير أوضاعهم.. أحدهم يقول - على سبيل الذكر ليس إلا - "أنا يا أخي أعمل مدرساً منذ شهر 9/2006م تصوّر إلى اليوم لم تُصرف لي، ولا لآلاف المدرسين مثلي بدل طبيعة العمل اسوة بزملائنا السابقين، الوزير صرح قبل أشهر في محافظة صنعاء وبعدها بشهر في إب والضالع ولحج وغيرها أن بدل طبيعة العمل ستصرف نهاية كل أسبوع من تلك التصريحات وإلى اليوم وبعد مرور 25 شهر لم تصرف وتأكد أنها ربما لن تصرف قبل سنة مع أنها قد رُفِعت أكثر من خمسين مناشدة لوزير التربية في عدة صحف ولم تلقَ الاستجابة وبعدها قبل فترة قصيرة رفعت أكثر من ثلاث مناشدات لرئيس الوزراء ولم تلقَ استجابة أيضاً.

إذن لعل الرواية السابقة لأحد المعلمين الذين يُفتَرض ان يكونوا من أكثر الناس أستقراراً في المجتمع بحكم أن على أيديهم تتخرج الأجيال القادمة التي ستحمي الوطن وتعمره وتسير به إلى الأمام - لعل تلك الرواية واحدة من مئات الآلاف من المآسي والمواقف والمعاناة المكبوتة في نفوس الناس" نقول: نحن نعاني من سوء الإدارة، نعاني من المزاجية، من الخلاف غير المنطقي، نعاني من الجهل، ويبدو بالفعل أنه ينقص الكثير في هذا الوطن فيتامين الوطنية، والإيمان، فيتامين الضمائر الحية ، فيتامين الأمانة، فيتامين الأخلاص للوطن أرضاً وإنساناً . خطط التنمية غائبة وإن وجدت فلا تُنفَّذ. المستشارون الدوليون الأجانب العاملون في بلادنا يتقاضون ملايين الدولارات ويضعون خططاً ودراسات لا يمكن أن تخدم اليمن وأجياله ومستقبله بينما الكفاءات الوطنة مدمرة نفسياً ومادياً ومعنوياً ومرمية في الشارع ولا أحد يعيرها أي أهتمام . أو يقدرها أويدعها تعمل حتى بالبلوشي . الإدارة في بلادنا مختلة والعشوائية والذاتية والوساطة هي سيدة الموقف كل شيء يسير بمزاجية مطلقة واختلال واضح بين المهام والواجبات .تعمية كبيرة حول كثير من الاحداث . حرب صعدة لاكثر من خمسة أعوام ومثلها خمس مواجهات حرب سار ضحيتها آلاف الشهداء من أبناء القوات المسلحة والأمن وما وضع لها حد وعندما تتوقف لا نعلم شيئاً عن حقيقة ذلك التوقف وما يجري وتتجدد ولا ندري أيضاً وأخيراً تُوقَفت ولا ندري على ماذا توقفت وقريباً ربما ستتجدد ونعدكم بأننا لن نعلم عن حقيقتها شيئاً وهكذا ...الدولة لا تتعامل بشفافية مع نفسها وفيما بين مؤسساتها أو مع مواطنيها. الحكومة غير صادقة في كل شيء من هنا نقول: هل يعقل أن هؤلاء يظنون بأن المواطن سيعيش عمره كله يصدق المواعيد العرقوبية؟ هل يتوقعون أن الناس إلى هذا الحد والمستوى من البلادة والسذاجة.

العالم اليوم أصبح قرية واحدة، رياح التغيير تهب والسلطات في غفلة . أعداء الأمة يزدادون وتكثر ألاعيبهم وخططهم التي يُسهّل تنفيذها الفساد والإدارات العاطبة والمتمصلحة والخائنة ولم نفكر أو صح أو بمصلحة شعبنا!! إلى كل ما سبق بقي أن نقول هل يعقل ان وزارة التربية والتعليم تعتقد أن موظفيها الذين ينتظرون بدل طبيعة العمل المعتمدة في المالية لأكثر من 25 شهر سوف يسامحونها على هذا التقصير والتعذيب الممنهج لهم والاستخفاف بآدميتهم، بآلامهم وحاجتهم وحقوقهم؟ هل تعتقد هذه الوزارة ان أعذارها غير المنطقية وغير الواقعية ستُصدّق لدى هؤلاء الآلاف من المدرسين والموجّهين؟؟

لن نطيل.. في الختام ندرك أن هؤلاء لن تغير فيهم انتقاداتنا وحقيقة أوضاعنا شيئاً، لهذا لا نملك إلا أن نقول يبقى الوطن ووحدته وشرفاؤه والموت والجحيم لفاسديه الذين يتلذذون بعذابات مواطنيه الصابرين المصابرين والمنكوبين بعمالقة الفساد وفيروسات الخيانة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد