;
نبيل مصطفى مهدي
نبيل مصطفى مهدي

كيف يخطئ الآباء بحق أبنائهم؟ 1779

2008-08-07 03:09:35


تصاعدت حالة من الهيستريا ضد "ع" من الشباب تطالب بجلده وسجنه لأنه ارتكب خطأ جسيماً في الشارع، ولأن الشارع عاماً فقد نسب إليه أنه لوث سمعة المجتمع وشرفه فيما يرقى من وجهة نظر بعض المراقبين ممن رأى فعل الشاب "ع" إلى رتبة الخيانة العظمى للمجتمع، ولذا وجب رجمه أو شنقه أو تعليقه في جولة من جولات الشوارع الكبيرة، كل ذلك لأن الشاب "ع" كان يعاكس فتاة في الشارع وحاول بعض المارة صده فشتمهم.

فقمت بالطبع أدافع عن أخطاء الشاب المتهور ولا أقر الانفعال الزائد على الحد الذي يؤدي إلى ارتكاب الخطأ، ولكني أسأل الفرق بين ما فعله الشاب "ع" وما يفعله أي شاب يمني من أبنائنا الذين يعانون من مشاكل متنوعة ينظر إليها باستغراب شديد وكأن سببها فيروسات فضائية وليس سوء التربية وخطأ الآباء في العناية بأبنائهم.

لا يحاول أحد أن يخدع نفسه فيدعي أنه يفعل ما عليه، فهو يوفر الحياة المادية لابنه كاملة متكاملة.. السكن المريح والمصروف المحترم وبعض الأحيان الشقة الخاصة والشبكة والمهر عند الزواج، ولا بأس من رأس مال محترم يسند به حياته عموماً ومع ذلك نجد تجاوزاً وسلوكاً معيباً لدى كثير من الشباب دون مناسبة والاشتراك في تجمعات بلطجية داخل الحواري والمقاهي والأسواق وعلى مرأى ومسمع من الأهل والأصدقاء، وفي فترة من الفترات أيضاً نلاحظ شباباً آخرين يمارسون حياتهم أشبه بالمنحرفين والمدمنين هذا إذا لم يكونوا كذلك أصلاً، المهم هناك خطأ ما في تربية الأبناء وأظن أن النظرة المادية للآباء تجاه مطالب أبنائهم هي السبب في ذلك وهي السبب أيضاً في الفجوة بين الجيلين وعدم تفهم لغة أبنائنا ومطالبهم الحقيقية.

إن الحاجات المادية يمكن إشباعها وبعد إشباعها يصاب الإنسان بالملل، فماذا بعد أن يأكل ويشرب ويسكن ويركب سيارة ويصرف فلوس. إنها تصبح "عادة" لا تثير الاهتمام ويبدأ في البحث عن أشياء أخرى قد تصل إلى الإدمان والشذوذ أو التمرد عن المجتمع بشكل أو آخر.

الواقع أن إشباع الحاجة النفسية والعاطفية للأبناء مسئلة مهمة للغاية في ما يفتقده الأبناء، وخاصة الأسر التي انصرف أربابها للعمل الدائم وتركزت جهودهم على كسب المال، واعتقدوا أن أفراد أسرهم ينحصر طلباتهم فقط في مسائل مادية، وأن الحاجات المادية يمكن أن تغطي الاحتياجات الأخرى النفسية والعاطفية. إن الآباء أخطئوا خطأ جسيماً، ولا بأس من الاعتذار من الخطأ بدلاً من التمادي فيه، ولعلنا نستطيع قبل فوات الأوان أن نصلح أبنائنا بفضيلة الاعتذار، وفضيلة التسامح فهما صماما أمانٍ نفسي يحمي الشباب من الاندفاع والضياع، وما دام البعض يطالب بتوقيع العقوبة على الأبناء الذين أخطئوا فأنا أيضاً أطالب محاكمة الآباء معهم بتهمة التقاعس عن تربية أبنائهم تربية سليمة، ولا يمكن قبول الاعتذارات التقليدية في هذا الشاب بالقول لقد وفرنا لهم كل الاحتياجات أو الإمكانيات لأنها الخلل ليس بسبب الإمكانيات المادية ولكن توفر الإمكانيات المادية وحدها قيماً مضللة واتخذها البعض ذريعة للتخلي عن مهامهم الأصلية "تربية جيل المستقبل".

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد