تدرك مليشيا الحوثي أن هالتها الإعلامية المكثفة وأبواقها المتعددة والحملات الدعائية الموجهة لم تحقق لها أي إنجاز يذكر في محاولاتها المتكررة اختراق جبهة مأرب الأبية أو زعزعة استقرارها أو على الأقل تهيئتها مرحليا لظروف ملائمة قد تنتج لها فرصة ذهبية تمكنها من النفاد إلى أحد الأطراف المكونة لهذه الجبهة الحصينة بهدف إغراءها أو تحييدها عن المواجهة إن أمكن.
في المقابل تبدو جبهة مآرب غير آبهة بكل ما يحاك ضدها وكأنها تكتفي بإيصال رسالة مطمئنة للداخل والخارج بشقيه الإقليمي والدولي مفادها نحن هنا نثق بعدالة قضيتنا ونستمد قوتنا من مرجعياتها الثلاث.
هذه الحالة الاستثنائية التي تبدو عليها محافظة مأرب اليوم كحاضنة فعلية للدولة والنظام حيث تعزز فيها قيم الثبات والثقة العالية ما هي إلا خلاصة تجربة خاضتها المحافظة منفردة في مواجهة اخطر مشروع واجهته البلد على مر التاريخ، واستطاع أبناء مأرب بمساندة اخوانهم من أبناء المحافظات أن يتغلبوا بإرادتهم القوية قوة الإرادة التي جاء بها الحوثي.
إذن فصمت مأرب الذي يبدو مريبا ومحيرا لدى المتابعين والمهتمين في مواجهة هذه الهجمة الشرسة من الأخبار المفبركة والشائعات التي تمارسها أبواق المليشيا، هو الرد الذي يليق بقيادة مأرب وقبائلها، والذي ينطوي تحت قول الشاعر ( اذا نظرت نيوب الليث بارزة.. فلا تظنن ان الليث يبتسم)، وهو الصمت الذي تعرف مغزاه المليشيا دون غيرها،
مأرب التي وصفها المبعوث الأممي قبل أيام بالجزيرة التي ينعم فيها اليمنيون بالأمن والاستقرار. هي كذلك ولن يشغلها صراخ الحوثي واستفزاز مليشياته عن مواصلة البناء والتنمية وتحقيق المزيد من النهوض الحضاري في مختلف المجالات..
فلا خوف على مأرب.. نقولها بثقة واطمئنان لأنها تحمل مشروع كل اليمنيين وحلمهم المنشود وهي قوية بعزيمة جيشها وامنها المتسلح بعقيدة راسخة لا تلين وإرادة لن تنكسر.