أنت أكثر من غيرك تعلم أن العدوان الأكبر والأخطر والأقبح على الوطن الأرض والإنسان والهوية والتاريخ والحاضر والمستقبل هي العصابة الكهنوتية الحوثية الإيرانية التي تمجّد أصنامها ومجرميها.. وتعلم أن أدنى مستويات السقوط هو الالتحاق بخرافة الكهنة التي اعتنقتها على كبر، وبشغف المهووسين وتعلم أن أحط منازل الارتزاق هي الارتماء في حضن الاستبداد الذي شغفك مؤخراً، وكشف مراهقتك المتأخرة، وعشقك العتيد للعبودية.. وتعلم أن القارب المتهتك الذي تتعلق بأشرعته اليوم هو مجرد غطاء هش لمشروع توسعي استعماري يراني متخلف يستهدف اليمن أرضاً وإنسانا وقيماً وحضوراً وحياة.. وتعلم جيداً أنه من سوء حظك وطالعك أنك اليوم تستظل- بزيف هذا المشروع القميء- وتتمسح بعمة كاهنه المعتوه الصغير، وتسطر، تحت أقدام الدجالين، خاتمة تاريخك المتلون وقيمك المهزوزة.. تعلم كل هذا جيداً، لكن سايكولوجيتك المضطربة تجبلك على المكابرة... وإمعانك في المكابرة حتما سيكشف لمن يؤمنون بأساطيرك بأنك مجرد بالونة خرافات تلقي بها الرياح دوماُ في الاتجاهات غير السوية. تحدث عن الأقنعة المزيفة ما شئت، فأنت خبير مجرب، بل محترف لبس ونزع أقنعة.. ولكن لا تتحدث عن الوطن والوطنية.. فوطنك ووطنيتك حقيبة سفر أكلت أطرافها المحطات.. ولم تعد تحوي سوى يراع منحرف وقصاصات مهترئة لتدوين التمائم التي لم يعد يؤمن بها أحد.. حقيبة سفرك لم يعد فيها ما يقيك خزي السقوط، لأنها خالية الا من بقايا ممسحة استهلكت آخر ما يظهر من ألوانها في محاولة بائسة لتلميع خرافة الاصطفاء الإلاهي للصنمية والأصنام.. حاول أن ترى نفسك وموقفك وواقعك وموقعك بواقعية، ستجد نفسك زمناً افتراضياً خارج الزمن، وإحداثية افتراضية خارج الجغرافيا.. المنطق الوحيد الذي يقبله من حولك هو أن ما تبقى منك هو حصة مستحقة للخرافة التي عادت من خارج الزمن لتتلقفك أنت وما شابهك من المستهلكات.. نقطة ومن أول السطر.
أحمد غيلان
أحمد الحبيشي! 814