الجامعات التي بنيت من قُوت الشعب لتنوير العقول وتحطيم أصنام الخرافة، تحولت بقهر العصبيات وإكراه السلاح إلى ساحات للتّدجين ومعابد لنصب أصنام الكهنوت، ونشر ثقافة الموت والخراب. لقد خَلق الله العقول كأداة للتفكير لاكتشاف ما وراء المألوف والتحرر من الصّنميات، وليس لبرمجتها على التّبعية والانقياد والجمود على ما يقرره الكبراء والسّادات. فتلك وظيفة البهائم.. وفي منافستها على عَمَلها ظُلم لها وعدوان على مجال اختصاصها! يتحرك الناس، أفراداً وجماعات، في مسالك الحياة بحثاً عن أسباب السعادة وهروباً من الشّقاء. وهذا أمر طبيعي في تكوين الإنسان ولا يُلام عليه، إلا أن جعل من شَقَاء الآخرين طريقاً لتمكينه وتحقيق طموحاته. وهذا ما نلوم عليه تجّار الحروب وسماسرة السياسة وهوامير الفساد، الذين بلا رحمة يدمرون حياة الشعوب ويسحقون آمالها. ومع ذلك يصرون على أنه يتعين علينا تمجيدهم وتخليد ذكرياتهم القبيحة على أنها لحظات عِزّ فارقة في تاريخنا!!
محمد عزان
الجامعات لتنوير العقول وليست معابد للكهنوت ونشر ثقافة الموت 818