إننا عندما نقاوم الظلم كأفراد فإننا نستعبد آدميتنا، كَخَلْق مُكَرَّم يأبى الظلم، ولا تسعى مقاومة الظلم الى التخلص من المستبدين فحسب؛ بل تسعى أيضا الى إيقاظ الضمائر، إلى انتزاع الطمأنينة الاجتماعية الزائفة، وتفتيت وهم الشعور بالرضا، وصفع مبررات الرضوخ للواقع داخل كل فرد؛ أي أن مقاومة الظلم في النهاية تكدر صفو المجتمع إن أراد أن يغض الطرف عن الظلم، متخليا عن أحلامه ومتجاهلا واجباته. فأكرم بالذبابة!! إن المقاومة سلوك، نابع من بشريتك كإنسان؛ فهو واجب فردي به تكتمل إنساناً، سواء عاونك الناس أم خذلوك، فإن عاونوك فربما تقهر الظلم، وإن خذلوك فربما تقهر الظلم، وإن خذلوك فحسبك أنك قاومت الظلم الأكبر... ظلم الجموع الصامتة. وعليك أن تبدع في إيجاد الوسائل التي تؤرق بها بال كل مستكين مسترخ. فإن رأيت ظلما في أي مكان فقاومه ولو كنت وحدك في بيتك، في عملك، في مدينتك، في بلدك، في العالم، ولا تفكر دائما بمنطق هل سيزول الظلم؟ لأنك إن لم تستطع وحدك إزالة الظلم، فإن واجبك يتحول إلى مقاومة ظلم أولئك الصامتين الذين كان عليهم ان يشاركوك المعركة. فلا بأس أن يتغير اتجاه المعركة لتعلن خوض معركة زلزلة الضمائر، حين تقتحم أمام الملأ وحدك بصدرك العارين وقبضتك المشدودة. حينها ستتحول الى عملاق، يشعر من حولك أنهم اقزام. فيا لها من ذبابة!! وكلما اكتشفت وسيلة أقرب للنجاح في مقاومة الظلم، أثر بذلك بإيجابية على الجموع من حولك لتؤمن بإمكانية رد الفعل؛ إنك حينها تزود رغبتهم بالقدرة، وتذكر أن رسالتك الرئيسية هي أن تثبت لنفسك أولاً أنك إنسان سوي، ثم تفض مضاجع الضمائر النائمة، ولتتفنن في ذلك كيفما استطعت، فإنك حتما المنتصر.
منصور الظفيري
أن رأيت ظلماً في أي مكان فقاومه 789