تحرك الجيش الوطني هذا الأسبوع، فإذا به يدك أوكار مليشيات الإرهاب الإنقلابية بجبل هان بمحافظة تعز، وينهم في جبهة نهم بمحافظة صنعاء، يسير بخطى ثابتة ويلتهم مواقع المليشيات الواحد يتلوه الآخر دونما توقف أو انكسار، إنها المعارك التي يجب أن تكون مع مليشيات أهلكت الحرث والنسل في اليمن، وجلبت للوطن كل بلاوي العالم وتخلفاته .
إن لهذا التحرك العسكري للجيش الوطني الثابت دلالات قوة ومحطات ضعف يجدر بنا الإشارة إليها في هذه المقالة العابرة على أحداث عظام وهي كالتالي :
سنبدأ هنا بسرد دلالات القوة المستنتجة من سير المعارك ومكاسبها :-
١- من دلالات القوة للجيش الوطني أنه أصبح يخوض كل معاركه بنتيجة واحدة هي النصر والنصر فقط، ويدرك خبراء العسكرية أن الجيش الذي يحقق النصر في دفة الصراع هو الجيش الذي أصبحت كل معاركه مع الخصم مكللة بالنصر سواء في الهجوم أو الصد، وبحسب الرصد العسكري لكل المعارك التي خاضها الجيش الوطني في الآونة الأخيرة مع مليشيات الإنقلاب تكللت كلها بالنصر المؤزر وكُسرت المليشيات في جميعها، ولم يكن للانقلابيين في كل هجوم إلا الاندحار .
٢- من دلالات القوة التي أصبح الجيش الوطني يتمتع بها، أنه أصبح المتحكم بسير المعركة طرقاً وسحباً، وتحريكاً وتهدئة، بحيث أصبحت لعبة المعركة بيده هو الذي يحدد وقتها وأدواتها وميدانها، ولم يعد للمليشيات الإنقلابية إلا الصد والرد والنتيجة الطبيعية لوضع مليشيات الإنقلاب الإرهابية هي المزيد من الانكسارات والكثير من التقهقر والانزواء والانسحاب، كما أن النتائج الطبيعية لما هو عليه من الوضع هو المزيد من النصر والكثر من التقدم والسيطرة .
٣- يعتبر الاندفاع للقتال بلا مقابل في أي جيش من دلالات القوة، حيث وأن المراقبين العسكريين لمثل هذه الجيوش يدركون بأن ما يحركها لم يعد الدافع المادي وإنما أصبحت تتحرك لقضية جامعة ومشروع دولة واضحة المعالم، تسير لتحقيق ذلك باستعداد لتقديم كل التضحيات، دونما رجوع أو تردد أو انزواء نحو مصالح الذات أو احتياجاتها، بينما القارئ العسكري تأريخياً يعلم أن كل مليشيات الارتزاق من مليشيات الانقلابات الطبقية والحروب العرقية تندفع في صراعها مع الخصم بدوافع مادية بحتة أو عقل خاو من الإدراك مغرر بكل قناعاته التي حولته إلى عبد مفاخر بعيشه بجبة المستعبد الذي ليس له قرار .
٤- ولكم أن تتخيلوا بل وتؤمنوا لحد اليقين بأن كل هذه التقدمات التي يحققها أبطال الجيش الوطني، يحققونها وهم رابطون على بطون احتياجاتهم بأحجار الإصرار، وفولاذ الصمود الذي لا يؤثر فيه ضمور في جسد أو كسور بعظم، تصوروا ذلك الجندي في الجيش الوطني ينطلق يخطف موقع خصمه بشكل خاطف لم يكن على حسبان عدوه، وهو خاوي البطن يكابد جفاف الحنجرة من قلة الماء لديه، وينتزع من بين جفاف حبالها صوتاً صداحاً يقول (بالروح بالدم نفديك يا يمن)، ينطلق كالصاروخ وهو على ذلك الحال، لا يرده عن تحقيق ذلك انقطاع مرتبات لأشهر أو ذبول جسد او ضمور في جلد تعطر بأتربة الجهاد، فينتزع السلاح من يد خصمه في المليشيات الحوثية ويبدأ بقتال عدوه بالسلاح الذي غنمه من الخصم، ألا يدل ذلك على قوة فولاذية غير قابلة للانكسار، بل يدل على ذلك وإن جحد بها الجاحدون .
أما دلالات الضعف للجيش الوطني فهي في كون تحركه مقيد بأغلال تدخلات الخارج الذي يسعى لتقزيم دور التحالف والشرعية في حسم الصراع مع الإنقلابيين وتسعى بكل إمكاناتها وجهودها لخلق مساحات مناورة لمليشيات الإنقلاب التي أصبحت في وضع المنهزم هزيمة محققة في ميدان العسكرية والحرب، وهذه وإن كانت دلالة ضعف إلا أنها مؤشر قوة كذلك كون الجيش الوطني يظهر صلابة ومناورة في الداخل الذي لا يغفل تأثيرات الخارج منقطعة النضير .
إنها العظمة يا قوم تصر على استيطان رؤوس التبابعة وتيجان الحميرين ما شرقت شمس نهار أو توارى شفق ليل .