لا يكاد يخلو خطاب لصالح، دون أن يذكر فيه السيادة اليمنية وأهمية الحفاظ عليها، والكثير من الكلام الذي لم يعد يصدقه فيه سوى القلة القليلة من أتباعه، فمن يعود إلى التاريخ يعرف أن أكثر رئيس عربي تخلى عن سيادة بلده هو علي عبدالله صالح.
أول من استدعى أميركا وسمح لها باستباحة اليمن هو صالح منذ العام ٢٠١١، طمعاً في الحفاظ على سلطته بعد اندلاع ثورة الشباب، وبذريعة محاربة تنظيم القاعدة حلقت الطائرات الأميركية بدون طيار صولات وجولات، دون حتى إخطاره بها كما جاء على لسانه في إحدى مقابلاته المشهورة حين رد على سؤال إن كان يعلم بالطائرات التي تحلق وتقصف أهدافاً داخل اليمن، "جو من الجو ما نفعلها" بمعنى أتت من السماء ولا نستطيع عمل شيء لها.
وبعد ثورة الشباب وانتهاء سلطته سلم صالح البلاد وباع سيادتها بمساعدة القوات الموالية له، لجماعة الحوثي أحد أذرع إيران في المنطقة، لتعلن طهران بكل فخر سقوط العاصمة العربية الرابعة في قبضتها بمساعدة من صالح ودوافعه الانتقامية بحق من ثاروا ضده.
واليوم صالح يهاجم الرئيس هادي وسلطته الشرعية، بسبب ما أسماءها تفريط بالسيادة اليمنية، بالتوجه نحو السعودية وطلب المساندة من أجل القضاء على الانقلاب الذي صنعه صالح بمساعدة جماعة الحوثي المسلحة، وللعلم أول من استدعى دول الخليج والسعودية تحديدا للتدخل المباشر في الشأن اليمني صالح، من انتخابات عام 2006 إلى حروب صعده وثورة الشباب 2011 .
صالح ومزيداً من التناقض ومزيداً من سياسة توظيف القضايا والمصطلحات الوطنية، فمنذ اندلاع " عاصفة الحزم" ظهرت الكثير من التناقضات في خطاباته حيث يصف دول التحالف العربي بـ"المعتدية"، ويعود في مرة لاحقة ويخاطب السعودية بـ"الشقيقة الكبرى"، كما حاول مغازلة حزب " الإصلاح"، قائلا: «الإخوان حزب سياسي ليست لدينا مشكلة معه، لكن لدينا مشكلة مع التيارات الإسلامية الأخرى»، ليعود مؤخراً للهجوم على الحزب.