;
همدان عبد القوي
همدان عبد القوي

صعلوكاً يحب وطنه 1008

2017-02-19 01:49:03

أنا شخص بسيط وضئيل لدرجة لا يمكنني فعل شيئاً لهذا الوطن الذي يحتاج بشراً خارقاً بكلمة واحدة يقضي على النشاز والشوائب والقاذورات التي شاء القدر أن تتواجد في حياتنا وتصبح أمراً واقعاً يتحكم بمصير ملايين البشر في بلادي، لم أستطع فعل شيء لنفسي، شعري يتساقط من رأسي أمام ناظري وأنا أتفرج بكل سذاجة...! 
أنا إنسان بسيط أتألم جدا على حال بلادي وأتوجع لأوضاعنا جميعا، عدتُ قبل أشهر إلى الوطن ومشيت متنقلاً بين المدن وأنا واضع في أذني سماعات التلفون وفي قلبي أمل.
لا أدري ماذا عليّ فعله أمام كل هذا الوجع الموزع على المدن..! وأراه في وجوه الناس.. لكني سأكتفي بسب الانقلاب والحقراء الذين أفسدوا حياتنا، وسأكف عن احترام الكائنات التي لا تحترم إنسانيتنا وسأشتمها بكل الألفاظ التي تعلمتها في المراهقة، سأحارب كل أولئك أصحاب القذائف الغادرة وسأقول لهم ما تقوله جدتي (الله يسود وجوهكم)..
وسأكتفي بالطبطبة على المناضلين الذين لا يزالون في القرى والمخيمات وفي شوارع الخوف والذين في كل يوم يتعلقون بهذه الأرض أكثر أولئك الذين أيديهم على قلوبهم والذين يموتون في اليوم عشرات المرات.
أما أنا فسأكتفي بأن سأعود إلى أرض المهجر وسأنام على رمش الوقت.. سأوقف البطارية وأعيش بلا مواعيد زمنية..
الزمن الذي لم يعد شيئاً وأنت فقط تكتفي بالمشاهدة..! 
الآن أنا مطفأة السجائر الموجودة في مقالي هذا، أنا جسد تلبسه روح مثقوبة نرتمي على بقعة صغيرة في كرة كبيرة.. لا أشعر بدورانها لكنني مصاب بالدوار.. وكل ما أستطيع فعله الكتابة وسماع أغنية لكوكب الشرق.
أشعر أنني كتبت كثيراً حد الهذيان.. 
كتبت عن صديقي الميت عندما تحدثت عن الحياة الطويلة لعدوي.. 
كتبت عن الوطن وكنت وقتها أفكر في ثمن علبة سجائر.. 
كنت أتجه إلى غرفة أمي عندما تحدثت عن العالم. 
وكنت أقصد الحمام عندما كتبت عن النخب السياسية..
أستطيع الحصول على مكان وظيفي في بلدي وأعرف الطريق السالك إلى ذلك لكني لا أستصيغه، جرب أن تأكل ما قد استرجعه شخص آخر من يستطيع ذلك أعتقد سيحصل على منصب ما.
أستطيع أن أكون كأحدهم متملقا ودعيا وكاذبا، فقط أسافر إلى إحدى الدول الرأسمالية وحيث أخلع حذائي أخلع ضميري وأنسى بلدي كمنديل معطر أضعه في سلة المهملات وأضحك عندما يتكلم أحد الكبار وأقهقه.. والتقط صورة سيلفي مع أحدهم وأكتب على صفحات الفيس مع المناضل البطل كي أجد رضا المقاومين كما هو حال الكثيرين ..
غالبا أتثاقل أن أنهض لأخذ شيئاً من النافذة، طبع كسول، يلزمني الكثير من الوقت لأقصد ما أقول، أو لأقول ما أقصد بالتحديد، يلزمني عقل.. وبذلة محترمة وعطر فلانتينو وسيارة مرسديس أو بورش وساعة روليكس وفيلة لأقول ما يقال.. 
أما إذا كنت هكذا صعلوكاً يحب وطنه بكل ضآلة، يحب بلده كالضعفاء، فسأتحدث دائماً عن الحب والموسيقى.


الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد