شغل العجوز ترامب العالم واستطاع أن يسيطر على كل شاشات العالم من أفقرها وادقعها كالصومال واليمن والسودان إلى أغناها وأترفها كألمانيا وكندا واليابان!! والرجل- كما يبدو- يعمل باحترافية عالية ولا يكترث الآن كثيراً إلى ماذا سيصنفه الآخرون، وبالذات خصومه!! بقدر ما يهمه أن يصل إلى انتصار ساحق على خصومه ومناوئيه، وفِي الحقيقة إن الرجل- خلال أكثر من عامين- قد أوضح أهدافه ووسائله بشكل جلي ولا يزال حتى الآن يصعق العالم بما أوضحه من قبل وهو في معركة كبيرة، لا يهمه فيها إلا الكسب ولا شيء غيره، وما يريد أن يكسبه قد حدده من قبل، وهو أن يكون هو أولا على مستوى الولايات المتحدة، وتكون الولايات المتحدة بعد ذلك الأولى على العالم، وقد استطاع أن يكسب الشطر الأول من المعركة وصار هو الزعيم الأول على مستوى الولايات المتحدة بعد تحقيقه الفوز الكاسح على عجائز النظام السياسي الأميركي بحزبيه الكبيرين الحزب الجمهوري والديمقراطي، ومضى الرجل مباشرة بعد ذلك الفوز الكبير مزودا بكل إمكانيات الولايات المتحدة الأميركية كرئيس لها ليربح الجولة الأهم في حياته وهو التفرد في قيادة العالم وجعل أميركا أولاً.
معارضو الرئيس الأميركي ومنتقدوه وملايين المرعوبين منه لا يزالون حتى اللحظة تحت وقع الصدمة ولا يزالون تحت مطرقة رد الفعل ومنتظرين بماذا سيفاجئهم هذا العجوز المتعصب كل يوم؟؟ ولم تكن قراراته الأولى حول الهجرة والتي بدأ فيها التحرش بأفقر دول العالم!! وكأنه يعلم أن هذه الدول لن تكلفه الكثير كتاجر ولن يخسر من ردات أفعالها شيئاً، ولكن من خلالها سيرى وجوه من يستهدفهم بشكل واضح وجلي!!! إنه يمارس ما أعلن عنه (تقديم الخدمات بأعلى التكاليف) وهو هنا يمارس هواياته المفضلة بالكسب وجني الأرباح!!! والأرباح هنا تريليونات الدولارات!!! ورسالته واضحة إن من يريد دخول أول دولة في العالم فعليه تحمل التكاليف ودفع الفاتورة التي يحددها الرجل الأول في العالم وهذا لن يسري على الدول البائسة والفقيرة ولكن كما يبدو سيسري هذا على كل دول العالم غنيها قبل فقيرها تريليونات!!!
وفِي لمح البصر انتقل وزير دفاعه الجنرال مايتس إلى منطقة ملتهبة في شرق العالم ليقول لأغنياء اليابان وكوريا من يريد حماية من شيطان كوريا الشمالية فأنا هنا!!!! ما عليه إلا أن يسدد التكاليف المطلوبة تريليونات طبعا!!! وأما الشرق الأوسط فإيران وإسرائيل كبعبعين كبيرين يقومان بالمهمة خير قيام في إرعاب المنطقة!!! ومن أراد كبح جماحهما وكسر شوكتيهما فما عليه إلا التسديد لسيد العالم الأول، تريليونات كذلك!!! ولم ينس الرجل أوروبا المسكونة برعب التطرّف منذ قرون!!! فهي تعيش الرعب في قلبها من أبنائها النازيين!!! وكذلك على حدودها من خصومها التاريخيين!!! وأضيف لهذا وذلك فوبيا الإسلام!!! ومن سينقذ أوروبا غير مارينز السيد ترامب وعلى أوروبا أن تجهز المطلوب تريليونات أيضا!!!
كل ما يريد أن يصل إليه الرجل- كما يبدو- أن يجمع تريليونات العالم والتي يقول كثيرون في العالم إن أميركا مديونة بمثلها!!! كل تلك التريليونات من أجل أن يعيد بناء القوة الاقتصادية لأميركا، وتكون أميركا حديثة في كل شيء في تعليمها وصحتها ومواصلاتها وصناعاتها واستثماراتها في برها وبحرها وجوها، وتكون أولا ويكون المواطن الأميركي كما يقول السيد ترامب المواطن الأكثر رفاهية في العالم.
ولكن سيبقى السؤال المهم!! هل إذا نجح ترامب وربح كل هذه التريليونات هل سيربح معها قيادة العالم؟؟؟؟