دراسة خيار الانسحاب من حكومة الشراكة مع الحوثي التي يناقشها ويدرسها صالح وقيادة جناحه المؤتمري الانقلابي حالياً، إنما يعتبر محاولة للخروج من اكبر ورطة ورطها الحوثي لصالح وجناحه، بالإضافة إلى الهروب من المسؤولية والتخلي عنها وتحميل الفشل الحوثي وحده .
حكومة الإنقاذ التي تشارك بها الحوثي وصالح أثبتت فشلها امام الواقع والشعب والمجتمع الدولي، فهي لم تستطع تدفع مرتبات الموظفين ولم تقدم آي خدمات أو ايجابيات في اي جانب من الجوانب، وذلك الفشل يتحمله الشريكان الحوثي وصالح، وعندما ينسحب صالح من هذه الحكومة إنما يريد الهروب من كل ذلك الفشل، وإلقاء اللوم على الحوثي وتحميله كل الأسباب والنتائج .
كم كان الحوثي ذكي جداً عندما قام بشراكة صالح في الحكومة، فهو لم يشاركه من بداية تحالفه العسكري معه، وإنما بعد أن شعر بالفشل واختلس كل الإمكانيات والإيرادات ومخزون البنك الاحتياطي الذي يقدر بخمسة مليارات دولار وباع الأسهم لرجال الأعمال والتهم المساعدات والإغاثات وغيرها، بعد شعوره بالعجز عن دفع مرتبات موظفي الدولة وإفلاس البنك المركزي، عمد إلى صالح للشراكة في تشكيل حكومة لم يجد تشكيلها شيء وقامت بتوريط صالح توريط قانوني لا مناص للهروب منه، والذي على إثره اتضح أن صالح غبي جداً فلقد حضر في المغرم وغاب عن المغنم .
كان هدف صالح من شراكته مع الحوثي في الحكومة هو الحصول على اعتراف دولي يمنحها الشرعية ومساعدات دولية وإعادة عناصر المؤتمر التي قامت جماعة الحوثي بإقصائها، ولكن لم يتحقق من ذلك شيء، حتى الإيرادات الحالية من ضرائب وغيرها تصادرها جماعة الحوثي ولم تعط صالح وجناحه شيء منها .
الآن جماعة الحوثي قامت برفع أسعار المشتقات النفطية والغاز لتغطية عجزها الناتج عن انخفاض الإيرادات بسبب قيام الشرعية بحصارها عن طريق ميناء الحديدة والمخا، ولأن المجتمع اليمني سيحمل مسؤولية ارتفاع الأسعار حكومة الإنقاذ التي لم تنقذهم بشيء، فليس هناك خيار أمام صالح إلا الانسحاب من هذه الحكومة ليخلي مسؤوليته أمام المجتمع ويحتفظ بماء الوجه،،،،، ولكن انسحابه لن يحقق له ذلك، ولن يخرجه من هذه الورطة التي كان ينبغي ان لا يقع فيها من البداية .