الكهرباء يا حكومتنا، خدمات متردية للغاية ولا أظنها بخافية عليكم ولا لطيفة في حقكم والمراقب يعجب من أن تصل إلى هذه الدرجة من الانقطاعات لتصل لثلاث ساعات وتزيد انطفاء مقابل تشغيل ساعة أو ساعة ونصف في أحسن الأحوال ومن ثم تعاود الانقطاع مجدداً وهكذا دواليك.
ترى ما الذي يحدث بالضبط؟ نريد أن نفهم.. ومن المسؤول تحديداً عن هذا التقصير المخل؟
ومجلس الوزراء هل وقف ويقف جدياً على معضلة الانقطاعات المتكررة والمفتعلة؟ وهل بحث عن الحلول والمعالجات وقبل كل ذلك تفعيل الرقابة والمحاسبات بحق المتسبب الرئيس في إعادة عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية للعصور الحجرية والبدائية بين الحين والآخر لتأخذ حظها وافراً غير منقوص من ساعات الظلام الحالكة بالليل والتفريغ شبه التام لمعظم المرافق الحكومية بالنهار من موظفيها بحجة انطفاء الكهرباء.
والأطفال ليسوا بمنأى بل يذهبون لمدارسهم والنوم يداعب أعينهم والمسن والمريض يمسي ليله متأوهاً ويصبح بنهاره منهكاً ومتضجراً.
مما لا شك فيه أنها تعد عيبة بل وكبيرة في حق الحكومة التي تقف مكتوفة اليدين أمام العبث الحاصل من إلقاء المسؤولية على الآخر في وقت يتحرك فيه إخطبوط الفساد هنا وهناك وبحرية تامة والنتيجة جلية وشاهدة للعيان وما تحتاج لشرح وتوضيح بل ومترجمة بعجز مخز عن تأمين النور وإجبار المواطن والزائر على الاستمتاع برؤية السماء وعد النجوم ليلاً ونهاراً وهذه بلا شك حسنة وميزة تحسب لرصيد حكومتنا ولن تجد مطلقاً مثيلاً لها في التميز والأداء في أي دولة من دول الجوار ولن تجد منافساً لوزارة الهواء أقصد الكهرباء في تمديد ساعات الانطفاء وتتعدد الأسباب والانطفاء واحد والنتيجة مؤسفة.
نأمل أن تتعامل الحكومة مع الكهرباء باعتبارها من الضروريات وليست من الكماليات ونأمل أن تتعامل بحسم وجدية مع العابثين وأن يتقوا الله في العباد وفي أنفسهم التي ستقف بين يدي الله، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
وليت أولئك العابثون يتفكرون ولو لدقائق معدودة كيف ذهب من ذهب وغادر دنيا البشر الكثيرون ولم يأخذوا معهم شيئاً مما جمعوا وكدسوا بل تركوه ورحلوا لتظل أوزارا في أعناقهم وآثاماً تكبل راحتهم في سرمدهم، فما ضرهم لو يسروا أما أيقنوا أنهم لو فعلوا ذلك لوجدوا الجزاء عند الله اكبر وخالد وليس بفان وزائل.
وليت كل حي يأخذ العبرة ممن سبقه وأن نكون ممن وعى الدروس والعبر ما دمنا جميعاً ندرك أننا عن الدنيا راحلون ولنعيمها مفارقون وبالأكفان ملتحفون.
وكلمتنا أيضا نوجهها للمستهلكين لهذه الخدمة أن لهم حقوقاً كما عليهم واجبات ولذا لابد من تسديد فواتير الخدمات، فكما يحرصون على أخذ مالهم عليهم أن يؤدوا ما عليهم.
وطبعاً لن يؤدي حقها إلا إن كان من ذوي الضمائر الحية التي تخاف الله وتدرك أن ذلك جانباً دينياً ووطنياً في الوقت نفسه فمن شأنه أن يسهم في تعزيز الخدمة وإبراء الذمة أمام الله عز وجل.
وفي الأخير تحياتي للقراء الكرام والصلاة والسلام على سيد الأنام وبدرها التمام.