تغير الموقف السياسي الذي أبدته الولايات المتحدة الأميركية ضد إيران المتزامن مع بداية عهد رئيسها الجديد ترامب، أعطى دول التحالف العربي والدولة الشرعية في اليمن فرصة سانحة تمنحها القدرة على تحقيق الحسم والتحرير من الانقلاب، وكما هو معلوم أن أميركا هي من تحرك المجتمع الدولي الذي كان يقف حجر عثرة أمام تقدم الشرعية في المراحل السابقة وقد صرحت الشرعية بذلك مراراً وتكرار وبينت أن المجتمع الدولي منعها من التقدم نحو صنعاء، والآن صرح رئيس الجمهورية بأن المجتمع الدولي أصبح مع الشرعية في كل خطواتها، وذلك يعني الحصول على فرصة ثمينة إذا ضيعتها دول التحالف والشرعية فلن تستطيع تعويضها إلا بعد ثمان سنوات لكي تحصل على تؤيد الموقف الدولي مرة أخرى، والذي سيقف معها في حالة تنصيب رئيس آخر بديل لترامب ويكون بداية عهده متخذاً سياسة ضد إيران شبيه بسياسة ترامب حالياً، وهي نفسها السياسة التي اتخذها أوباما وبوش من قبله .
أميركا تتخذ استراتيجية سياسية ضد بعض مراكز القوى في العالم تكاد أن تكون متشابهة وتتسم بالشد والجذب وتتقاسم الوقوف مع الطرف ضد الطرف الآخر، وهذه الاستراتيجية مدتها ثمان سنوات وتنتهي ثم تعود من البداية، وسياسة رئيسها الجديد ليست سياسة شخصية أو حزبية، بل إنها سياسة الكونجرس الأميركي الذي صاغ سياسة ترامب والرؤساء من قبله، والموقف السياسي الذي أبدته أميركا حالياً ضد إيران لن يدوم طويلاً، فسيتغير كما تغير من قبل، وستتم هناك المحادثات والمفاوضات والاتفاقات مع إيران كما تمت في عهد أوباما .
الآن أميركا تصرح بأن إيران دولة إرهابية، وبغض النظر كانت أميركا صادقة في وقوفها ضد إيران أم كاذبة، فالذي يجب على التحالف والشرعية استغلال هذا الموقف وتحقيق التقدم السريع في التحرير، ووضع أميركا أمام الأمر الواقع .
لا ننسى أن وجود داعش والقاعدة في المناطق المحررة هو الورقة التي تستخدمها جماعة الحوثي وصالح لكسب موقف المجتمع الدولي معهما ووقوفه ضد الشرعية، وهو أيضاً ما يمنح المجتمع الدولي حجة للوقوف مع الانقلاب، وها نحن نجد الآن تجديد نشاط القاعدة في أبين المحررة بالتزامن مع تغيير سياسة أميركا وموقفها ضد إيران، وهذا ما يجب على الشرعية والتحالف أن تركز عليه، والذي يحتم عليها تكثيف الجهود لمحاربة الإرهاب داخل المناطق المحررة، ومحاربة الانقلاب في المناطق الذي لم تتحرر والذي يحتوي على جماعة الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، وحليفها صالح الذي يعتبر إرهابياً لتحالفه مع الجماعة الحوثية الإرهابية، وكلا الطرفين "الحوثي وصالح" هما نبع الإرهاب ومن يديرون ويستخدمون داعش والقاعدة، والقضاء على الانقلاب في اليمن سيقضي على الإرهاب إلى الأبد .