يكرر الكثير من الاعلاميين وبعض الساسة والمحللين الحديث عن أن الإصلاح لا يقاتل بكل قوته ولا بكل رجاله وأنه يدخر جزءاً منهم لقادم الأيام ولتقلبات الزمان ، بل تجاوز الأمر ذلك إلى تحميله تأخر الحسم في كل الجبهات هذا الطرح يخلق سؤالاً مهماً ترى من هو الإصلاح ومن يكون؟.. أهو جيش لدولة أم هو تشكيل عسكري مستقل أم ماذا؟..
بالنظر والتقليب في صفحات العقل والمنطق والحقيقة فالجواب سهل وبسيط فالإصلاح مجرد حزب سياسي والحزب السياسي معشر السادة يعني تجمعا بشريا يحمل برنامجاً ورؤية ولديه تصريح وصحيفة ويسعى لتطبيق برنامجه من خلال إقناع الناخب والحصول على صوته ومن وسائل تعبيره عن مواقفه ورؤيته الاحتجاج والتظاهر السلمي هذا هو التعبير المبسط لمعنى الحزب السياسي، فليس من مهامه خوض الحروب ولا حسم المعارك إلا أن يكون حاكماً فيدير جيش الدولة..
معشر السادة لم يكن مهمة الإصلاح الدفاع عن العاصمة حين الاجتياح ومع ذلك دفع بالآلاف من شبابه ليحملوا السلاح تحت راية الجمهورية وببزة الدولة وتحت إمرة قيادة القوات المسلحة فحين لم تقم الدولة بواجبها قال لهم عودوا إلى بيوتكم، وحين انطلقت المليشيات تلتهم الدولة استنفر أعضاءه لإسناد جيش الدولة وببزته وتحت علمه ورايته وقيادته وهم كذلك منتشرون في كل جبهة وميدان حتى باتوا يقرعون أبواب العاصمة..
لم يرفعوا علماً غير علم دولتهم ولا اسماً غير الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ولا قائداً غير رئيس البلاد الشرعي وقيادة الدولة..
معشر السادة من تربّى في ميدان العمل المدني لا يمكن أن يصبح مليشيا بأهداف مجتزأة ومن يسعى لإقامة دولة لن يقزم نفسه في كيانات صغيرة..
شباب الإصلاح منخرطون في العمل المقاوم في إطار جيش البلد ومقاومته وكل يوم تراق دماؤهم وتمتزج مع بقية شركاء الوطن ورفاق السلاح ولن يحدث اليوم ولا الغد كما لم يحدث بالأمس أن يكون للإصلاح كيان مسلح خارج تشكيلات جيش الوطن..
يسلم مهدي البابكري
تأخير الحسم!! 873