فخامة الرئيس لا ترضخ لتهديدات عصابة التمرد التي تحاصر صنعاء وتنتهك المحرمات والحرمات.. لا ترضخ لابتزا زها وتتجاهل الحشود المليونية التي خرجت وتخرج تهتف للسلام والأمن والأمان.
لا تفرط في ثوابت الوطن لإرضاء واسترضاء دعاة الحرب والدمار والفتنة.. كن أميناً وحريصاً.. ولا تتبع أهواء الذين لن يرضوا عنك وما رضوا وقد مكنتهم من عمران.. فها هم يحاصرونك بمسليحهم.. لو انك قمت بواجبك كرئيس دولة وواجهتهم في صعدة قبل عمران ما كنت اليوم تفاوضهم وأنت محاصر في قلب عاصمة البلاد.
تفاوضهم على شروطهم وما أفلحت حتى في أن تلزمهم بان يكفوا عن التصعيد والحشد والتهديد والوعيد. تنازلات تتلوها تنازلات حرصاً على الأمن والسلام وعدم الدخول في حرب قد تأكل الأخضر واليابس, إلا أن هذه التنازلات والحرص يقابله تعنت وصلف من قبل الحوثيين.. كما انهم يضيفون من طلباتهم واشتراطاتهم وإملاءاتهم متبوعة بـ"إما وإلا".. يقابل توسعهم وتمددهم على طاولة الحوار تمدد وتوسع على الأرض.. حيث انهم يكثفون جهودهم ويعززون من حشودهم في مواقع اعتصاماتهم ومخيماتهم المسلحة.. وكذلك يتوسعون ويستحدثون مواقع جديدة ونقاط تفتيش ويدفعون بمسلحيهم للتمترس بمداخل العاصمة وحول المعسكرات لمحاصرتها وتضييق الخناق عليها.. يوازي كل هذا أيضاً جلب الأسلحة وعبر مداخل العاصمة إلى حارات ومنازل العاصمة موزعة على الأماكن التي يعتصمون بها وفي الحارات التي ضمنوا ولاء سكانها لهم ترهيباً وترغيباً.
الحوثيون دائماً لا يوفون بالعهود والمواثيق وفخامتك تعلم هذا يقينا.. وأعلنتها اكثر من مرة.. إضافة لكل ما سلف: المتمردون أيضاً يصعدون إعلامياً تحريضاً وتشويهاً وأراجيف.. بيانات تصعيدية وتصريحات استفزازية نارية, يسعون من خلالها للنيل من معنويات الجيش وهز ثقته بقيادته.. تارة يفبركون بيانات باسم ألوية ومعسكرات بانها انضمت لجنونهم وثورتهم حسب زعمهم .. وتارة يلبسون الحق بالباطل من خلال تلابيس إبليسية حين يُلبِّسون معلماً أو مواطناً عادياً عاطلاً لباساً عسكرياً.. ليصوروه صورياً انه انضم لمخيماتهم واعتصاماتهم التي تحاصر عاصمة البلاد من منافذها وأطرافها وتحاصر مؤسسات الدولة بوسط العاصمة ... جهود حثيثة ومتسارعة يقومون بها على كل الأصعدة باتجاه التأزيم والاقتتال.
يعلقون الحوار مع الدولة بسبب عدم مصداقيتهم وعدم جديتهم ولتلونهم ويعلنون عبر إعلامهم ومن والاه انهم علقوا المشاركة بسبب التدخلات الخارجية.. حتى وهم المتعنتون الرافضون للحلول السلمية.. يظهرون انفسهم بمظهر الحريص للوطن والرافض للتدخلات وهم في شعاراتهم واعتصاماتهم المسلحة يرفعون صور الخميني وصور زعيم عصابة جنوب لبنان.
يكذبون ويتشدقون ويشوهون بالدولة.. في حين أن السلطة صامتة ولم تكلف نفسها بتصريح تكشف فيه أسباب عدم الوصول إلى اتفاق مع هؤلاء المتمردين.. وتدافع عن نفسها أمام الشعب وتبين ما قدمته من تنازلات لم تلقَ قبولاً لدى الحوثيين.. وتحملهم مسؤولية أي قرار تتخذه الدولة لحماية نفسها أولاً وحماية المواطنين وممتلكاتهم.. وتعيد الأمل للشعب بان دولته قادرة على تحمل مسؤولياتها تجاهه.. أخيراً ما نراه ونستنتجه إلى الآن.
إن الرئيس هادي المسنود بالدعم الشعبي والسياسي محلياً وعربياً ودولياً.. وحتى الجن والإنس.. رغم كل هذا لم نرَ هادي يحاور بقوة كونه يستند أولاً إلى قوة الحق وثانياً إلى الدعم المذكور آنفاً..
ما نراه ويظهر لنا هو أن هادي يحاور المتمردين كمحاصر وكطرف ضعيف لا ندري ما الذي جعله كذلك.
وأخيراً فخامة الرئيس: أظنك تعلم يقيناً أن الشعب والوطن في ترقب وقلق وإرهاب ورعب؛ قلق وصل إلى الشعور بالخذلان من غموضكم وخوف من لا مبالاتكم تجاه تصعيد المتمردين الحوثيين وتهديدهم ووعيدهم وكذلك لامبالاتهم واحتقارهم للدولة والشعب.. باختصار شديد؛ والله لن يرضوا عنك حتى تصرخ صرختهم.
ولا نملك إلا أن نقول للرئيس هادي: كن مع الحق حيث كان فأنت بالحق قوي وثابت.. فالله الله في حفظ الأمانة التي استودعها اليمنيون إياك ومكنوك من رقابهم!!.
أحمد الحمزي
والله لن يرضوا عنك حتى تصرخ صرختهم!! 1380