ربما كانت أنظار اليمنيين شاخصةً وعلى ثقة تامة بأنْ تقوم المؤسسة العسكرية والأمنية بتحمل مسؤولياتها في قمع المظاهر المسلحة والخروقات والفوضى التي تنتهجها الجماعات المسلحة أياً كانت مسمياتها وخصوصاً بعد تلك الأحداث والمتغيرات والأخطاء والخروقات التي رافقت سير العمل في مهام المؤسسة العسكرية في مختلف التوجهات خلال الفترة الماضية.
فمن خلال هذه المتراجحات كانت ردود أفعال وتصرفات قيادة وزارة الدفاع في تطبيقها وتنفيذها لكل وسائل الرعاية والحماية والتسهيلات والدعم اللامحدود للقوى والجماعات التي أعلنت تمردها ووقوفها أمام خيارات الشعب وأمام منظومة الدولة المركزية, فمثل تلك التصرفات وتلك التوجهات الفريدة والغريبة والمستحبة والتي لا شك أن تكون قيادة وزارة الدفاع لها حق الابتكار والاختراع ونهجها أرقى وأعلى طريقة للاهتمام والحرص على أرواح وحياة وسلامة المتظاهرين والمعتصمين الحوثين فقط.. حتى ولو كانوا يكنون في أنفسهم شراً بحجة إسقاط الحكومة بخلاف قيادة وزارة الدفاع والتي مشهود لها بالحيادية وعدم التدخل في شؤون الغير..
أتدرون ما هي هذه الادعاءات؟ وماهي تلك المسؤوليات والواجبات التي من أولويات وزارة الدفاع؟. طبعاً بعد أن تحفظ الأمن والاستقرار وتحمي وتحفظ وتؤمن حياة أفرادها وضباطها ومعسكراتها ومعداتها وأسلحتها والمؤسسات والمدن والممتلكات والمنشآت التي تحت مسؤولياتها..
فبعد أن وصلت تصرفات وخروقات الجماعات الإرهابية والمسلحة في استباحة دماء الضباط والجنود والمسالمين والمسافرين والمناضلين وإعلان التصعيد والخروج عن الإجماع الوطني تحت ذريعة وهمية ومفضوحة لتحقيق مكاسب سياسية على أرض الواقع ومحاولة طمس وإخفاء ومساومة جرائمهم في عمران مقابل انسحابهم من صنعاء واحتفاظهم بأسلحتهم وإشراكهم في الحكومة المقبلة..
ربما هذه أبرز الأمنيات والمطالب المخطط لها.. لكن في المقابل هناك مفاجآت ومناورات أن يتم صرف أكثر من ثلاثين ألف بطانية وآلاف المعونات والمستلزمات لمعتصمين وحشود جماعة الحوثي المرابطين والمحاصرين للعديد من الوزارات والمؤسسات الحيوية والهامة, ربما تكون مثل هذه التصرفات التي قامت بها قيادة وزارة الدفاع أكثر من رائعة وربما تأكيداً لخفايا وكواليس ومؤامرات سابقة أتهمت فيها قيادة الوزارة مباشرةً بالإطاحة والتخلي على بعض القيادات والمعسكرات.. فكانت مثل تلك التصرفات الأخيرة لدعم جماعة الحوثي وحسن استقبالهم وضيافتهم في شوارع العاصمة لأكبر دليلاً على كرم قيادة الوزارة حتى ولوا كان بالتبرع بمعونات وبطانيات الجنود والعيون الساهرة.. المهم لم تكن هبات وزارة الدفاع لله وإنما حاجة في نفس يعقوب.. فكيف يفهم الشعب من تلك التصرفات لدعم قوى متمردة وخارجة عن النظام والقانون ؟ وكيف يدرك الشعب تصرفات وسلوكيات وزارة الدفاع مع المتمردين والخارجين عن النظام والقانون في الجنوب وفي المناطق الأخرى ؟ولماذا يتم التحاور مع البعض بالعين الحمراء وبالقذيفة وبصوت الرشاش والطائرات؟ والبعض يتم التعامل معهم بالوساطات وحسن الضيافات وصرف البطانيات؟, لهذا باتت المعاني والمقاصد والنوايا والقرارات والتوجيهات مكشوفة ومفضوحة حتى وإن فهمها البعض وأدرك الكثيرون أنها في بطن الشاعر, فهل يا ترى وصلت الرسالة إلى آذان المعنيين والمقهورين والمسحورين والمسالمين والمشاغبين والمغرر بهم من المسؤولين والسياسيين؟, أم أن الشعب سيضطر إلى استخدام الأجهزة والمكبرات واستخدام القوة حتى يعلم ويسمع العملاء والحاقدون والفاشلون والمتمردون والمتمصلحون.. والله المستعان
د/فيصل الإدريسي
عندما يتم قمع الفوضى بالبطانيات 1137