يعي الجميع أن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس يمثل الجناح الأقوى والأشرس في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي, وسرية هذا الجناح وعدم سماحه للعملاء وناقلي المعلومات عنه وأداءه بالتواجد في صفوفه مثلت مصفوفة الإجراءات الأمنية الحازمة والجادة صمام أمان لهذا الجناح وكُل فصائل المقاومة الفلسطينية ومكنها من تحقيق نجاحات في تطوير قدراتها القتالية وصناعاتها, انعكست في نجاح ملموس على الأرض في الصِراع على الأرض لمسه وشاهده كُل العالم.
ورغم النجاح الذي حققته المقاومة إلا أن المؤامرات تدور حولها من كُل جانب واتجاه للقضاء على نجاحات المقاومة بل والقضاء عليها ككُل ومن خلال الأحداث الأخيرة التي عاشتها غزة أثناء الحرب الأخيرة اتضح أن المقاومة تُخترق من جانين أبرزهما: التفاوض في القاهرة والذي لا يعدو عن كونه إلهاء للمقاومة لتركن للتهدئة ولتقليص حالة الحذر لديها ولدى أفراد الشعب ليبدأ العُملاء ممارسة دورهم في رصد ما يريده الاحتلال وتزويده بالمعلومات اللازمة.. الاختراق الثاني للمقاومة تمثل في بث برامج أو مواد إعلامية تشرح جزء من تقنيات وتجهيزات, وتدريبات المقاومة, و.. كما شاهد الجميع ذلك بالذات على قناة الجزيرة, وذلك خطر وأخطأ فادحة في حق مقاومة تريد تحرير شعب, أياً كانت انتصاراتها يجب أن لا تجرها لعرض تجربتها وإعداداتها التي مكنتها من النجاح وهي لم تستعد وطن بعد ولم يتحقق من مطالب شعبها شيء؟؟فذلك جريمة أيا كانت الوسيلة مُقربة من المقاومة أو الفصائل يجب أن تبقى تفاصيل التجربة والنجاحات طي فصائل المقاومة وتحديدا الجناحات العسكرية ليظل التطوير حليفها وتضمن النجاح المستمر, أما نشر أي مواد أو قصص مع أفراد المقاومة وتصوير مواقع و.. حتى وأن كان الحديث عن قصص قد انتهت مع العدو يُعد الحديث عن كيفية التعامل معها أو ما استخدم أو... خلل فادح يهدي العدو لكثير من التفاصيل وكثير من المداخل والنقاط.. فقد تكون مطالب القنوات الفضائية لقصص أو تغطيات من هذا القبيل عفوية وبغرض سبق صحفي أو.. غير أن المقاومة وقيادتها العسكرية أو السياسية يجب أن تحافظ على حسها الأمني ومحاذيرها, وتعي أن المتربصين والعُملاء كُثر.
ومن أبرز الشواهد الواقعية التي تؤكد ما ذهبنا إليه من محاولات اختراق المقاومة في الحرب الأخيرة من نقطتين هما: المفاوضات, والبرامج الإعلامية على شكل قصص خبرية لحدث أو معجزة مرت ومليئة بمعلومات تفيد العدو أتضح ذلك بجلاء فور فشل المفاوضات الثانية في القاهرة حيث تمكنت إسرائيل من اغتيال 3قادة عسكريين من قادة القسام, وبعد ذلك تكتشف المقاومة 17شخص من العُملاء لإسرائيل قامت بإعدامهم.. فلتحترس المقاومة من كل الجوانب ولتستفد من كُل التجارب, ولتحذر من فتح علاقة عميقة مع أجهزة أو وسائل إعلامية مع جناحها المسلحة مُطلقاً مهما رأت القصة مهمة للنشر أو البث فلترد كقصة مكتوبة لا مُدعمة بمواقع أفراد المقاومة ولا بحديث مباشر من عدد من عناصرها المُسلحين؛ لأنها لم تسير بعد دولة مستقلة ذات سيادة.. هي مقاومة والمحتل يبحث عن أي معلومات عنها مهما كانت بسيطة فهو يستفيد منها.
ماجد البكالي
المفاوضات واختراق المقاومة 1187