ردود الفعل الشعبية الغاضبة المحلية, وكذلك الخارجية التي عبّرت عنها بيانات التنديد والاستنكار لحادثة الاعتداء الوحشية والهمجية على مجموعة من منتسبي القوات المسلحة العُزَّل الذين يخدمون الوطن ويذودون عنه كانت قوية جداً.. والتي ارتكبتها عناصر إجرامية اعتنقت فكر الإرهاب وسلوكه البشع والذي يتصادم مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وقيم وعادات المجتمع اليمني.
وقد أكدت إجماع كل اليمنيين, على أن ذلك العمل الإجرامي الغادر والجبان الذي استهدف الروح الحضارية لهذا الشعب وثقافته الأصيلة القائمة على التسامح والوسطية والاعتدال والمحبة والمعاني الإنسانية الحميدة.
ومن هذه الحقيقة الإحساس العام بفظاعة ذلك العمل الإجرامي, لم يكن بغريب على كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وحتى الأفراد على اعتبار أن مَن أقدموا على تلك الجريمة النكراء بالخارجين عن الشرع والدين والأعراف القبلية, وأنهم يتنكرون لهذه السمات الحسنة, قد قطعوا أي حلقة وصل تربطهم بهذا الشعب الذي صار يُمطرهم بلعناته ودعواته جراء ما أقدمت عليه أيديهم السوداء من فعل قبيح سيظل ماثلاً أمام أعين اليمنيين وقواته المسلحة ردحاً من الزمن إلى أن تطال يد العدالة تلك الفئة الضالة ومن بعده عقاب الآخرة وهو أشد وأنكى.
ولم يكن أيضاً بالأمر الجديد أو الغريب على أبناء قواتنا المسلحة في تسطير الملاحم البطولية والذود عن منجزات الوطن ومؤسساته الحيوية فقد لقّنوا هؤلاء دروساً لن ينسوها وجعلوهم أشلاء متناثرة ليكونوا عبرة للمعتبرين .وهو الأمر الذي دعا تلك العناصر أن تُصاب بالهستيريا وتُقدِم على ذبح الأبرياء وتتفوق على أبشع الأفلام الأمريكية في الرعب والخوف.. وشاهد الحال يقول: إن الهدف من هذه العمليات الجبانة, هو شق الصف اليمني في المقام الأول, وضرب الوطن وأمنه واستقراره والنيل من معنويات أبناء القوات المسلحة والأمن وتشويه صورة هذا الوطن عند الآخرين ويفهم من ذلك كله أن خطر آفة الإرهاب يمَسُّ الجميع, فهو فعلٌ تحرّكه الأحقاد والنوازع المريضة والأهواء الشيطانية التي تنزِع مِن أصحابها حواس الاتزان والعقل الرشيد وتولِّد في دواخلهم العدائية السافرة والماحقة, حيث وقد أُخضِع هؤلاء الشباب لعمليات غسيل فكرية وذهنية توهمهم أن ذلك العمل الإجرامي أقرب طريق إلى كسب الحسنات وإيصالهم إلى الفردوس الأعلى في الجنة!
وفي مواجهة الخطر الإرهابي فإن الواجب يقتضي من كل أبناء شعبنا استشعار مسؤولياتهم انطلاقاً من الإدراك العميق لضرورة التصدي لشرور هذه الآفة التي إن تُرِكت, فإنها سَتُلقي بالجميع في محرقة العنف والانفلات.. ولكي نحصِّن أنفسنا ونقي وطننا من بواعث هذا الخطر الإرهابي, فقد آن الأوان لأن ننبذ كل الخلافات وأن نستنفر كل الطاقات من أجل القضاء على هذه الآفة قبل انتشارها وسريانها في عقول شبابنا سريان النار في الهشيم. ولامجال أمام هذه المسؤولية الدينية والوطنية لأي تهرب أو تنصُّل أو تردد, فالإرهاب عدونا جميعاً وعلينا مواجهته بكل الوسائل.. حفظ الله وطننا من كل مكروه.
جميل النويره
جميعاً..في مواجهة الإرهاب البشع 1336