;
سالم يحيى شجون
سالم يحيى شجون

الرصاصة التي أُطلقت خطأ 1122

2014-08-13 14:44:46


عندما يشرع شخص ما للإبحار في سفينة القراءة في رواية ما أو كتاب أو حتى خبر أو مقال جريدة، فإن أول شراع يرفع في تلك السفينة هو شراع العقل الذي يعرف كيف ينفعل بسرعة البرق لترجمة كل حرف وكل كلمة تنقل له عن طريق العين في جزءً من الثانية لتبدأ باقي الحواس بردود الأفعال تبعاً لما ترجمه لها العقل.. إنها ليست فلسفة أو ميتافيزيقيا لكنها واقع ملموس بل وجزء من أجسادنا وأرواحنا، لكن عندما يتعلق الأمر بالسياسة فإن الأمر يختلف تماما ًوربما ينقلب رأساً على عقب، ففي زمن أصبحت فيه الصورة في التلفاز أو الأنترنت أو حتى الصحف هي العناوين التي يريد واضعوها من قُرَّائهم ومشاهديهم تصديقها ومع التطوير المذهل لتقنيات "تزيف الحقائق" خصوصاً في إعلام الانقلاب العسكري في مصر، فإنه يصبح من الصعب على مشاهدين وقراء إعلام السيسي التفريق بين الحقائق والأكاذيب خصوصاً مع وجود زمرة من "المطبلين والمزمرين وحملة المباخر" ممن يصفون أنفسهم "بالنخبة"، لكنهم في حقيقة الأمر هم نكبة وأداة بيد الانقلابيين قادة الثورة المضادة التي وللأسف نجحت لكننا على يقين بأنه نجاح مؤقت بإذن الله، فمع مرور الأيام بدأت شيئاً فشيئاً تتلاشى الأدخنة التي أعمت بها وسائل إعلام الانقلاب العسكري في مصر أعمت أعين مشاهديها كي لا يروا الواقع ولوَّثت أذانهم بالأكاذيب كي لا يسمعوا الحقيقة وطمست الأصوات الحرة ووصفتها بالإرهاب.. لكن هيهات هيهات!! فإنك تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وتستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت، لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت، وهذا ما لم يكن في حسبان الثورة المضادة, فها هي الحقيقة قد بدأت بالظهور أيضاً شيئاً فشيئاً, تلك الحقيقة التي أرادوا إخفائها ومن ثم قتلها وراء شاشاتهم وصحفهم الرنانة، فتمجيد إعلام الانقلاب العسكري لقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي الذي أصبح رئيساً لمصر بعد انقلابه على الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي في يوم الأربعاء 3/يوليو/ 2013م وبعد الاستخفاف بعقول الناس وبعد مسرحية هزلية سيئة الممثلين والإخراج أجريت يومي الاثنين والثلاثاء والأربعاء 26، 27، 28/مايو/2014م أسموها "انتخابات" ليسدل الستار عن فصل من فصول مجزرة الطريق التي أعدها لنفسه عبدالفتاح السيسي وأسماها "خارطة الطريق" التي أوصلته إلى كرسي عرش مصر ليعيد بذلك عصر الديكتاتوريات بل وأسوأ من ذلك، فتمجيده بالصورة التي رأيناها حتى أن بعض "عبيده" راحوا يصفونه "بالإله" أو في أقل التعبير وصفوه "بالمقرب من الإله" وهذا ما سنتحدث عنه في مقالات أخرى إن شاء الله والتي هو- أي هذا التمجيد- جزء من عملية الانقلاب فإنه- أي إعلام الانقلاب- قد وضع "صنمهم" الذي يعبدونه على المحك، وبالتالي فقد فضحت الكثير من النوايا الخبيثة للثورة المضادة وهو الانتقام من الشعب المصري الذي قام بثورة ضد الظلم والطغيان في 25 يناير 2011م .

وفي هذه الأيام ونحن نعيش ذكرى مجزرة رابعة والنهضة الأليمة والتي كنت أحد المتواجدين في ميدان رابعة وشاهد عيان أثناء ارتكاب قوات السيسي للمجزرة التي أصبحت وصمة عار على جبين مرتكبيها، تذكرت في اليوم التالي للمجزرة جملة لأحد إعلامي الانقلاب في إحدى قنواتهم المأجورة وهو يقول مستخفاً بالقيم والأخلاق الإنسانية "يا جماعة اللي حصل امبارح في ميدان رابعة وميدان النهضة دي رصاصة انطلقت خطأ وأصابت العديد من الناس ودا بيحصل في كل بلاد الدنيا بس انتو مكبرين الحكاية".

مسخرة ما بعدها مسخرة واستخفاف ما بعده استخفاف.. وللحديث بقية..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد