فيما السيستاني يدعو إلى حرب مقدّسة في العراق؛ موقع "عماريون" الإيراني ينشر خبراً مفاده أن مجموعة من الحوثيين وصلوا ليلة الجمعة الماضية إلى مدينة النجف قادمين من اليمن للقتال إلى جانب قوات رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي بحجة الدفاع عن المراقد الشيعية في العراق, وذلك بحسب ما تناقلته مجموعة كبيرة من المواقع الإخبارية نقلاً عن الموقع.

وتزامن هذا الخبر مع دعوة السيستاني والتي تحمل في طياتها الكثير من الأخطار تجعلني أتوقف عند نقاط عدة أوجزها بما يلي:

النقطة الأولى: انفراد موقع " عماريون "بإذاعة الخبر وبالمقابل تكتم الحوثي عن نشر ذلك أو حتى تسريبه!! - فإما أن الحوثي أراد التكتم فعلاً عن الأمر لما لذلك من تأثير سيئ على شعبيته ولما يحمله من تأكيد على تبعيته العسكرية "الميليشية" للحرس الثوري الإيراني العسكري وهو ما يحرص على نفيه دائماً وأبداً , مما يعني أنه لم يكن يدر في خلده بأن الخبر سينشر عبر المواقع الإيرانية وتحديداً في موقع " عماريون " التابع للحرس الثوري, والذي في اعتقادي لن يجرؤ على نفيه مطلقاً هذا إن لم يضطر لتأكيده- أو أنه أراد أن يوهم القارئ أو المتابع للشأن اليمني بتكتمه عن الأمر وفي الوقت نفسه أراد إيصال الخبر إليه ولكن ليس عبر وسائل الإعلام اليمني وإنما عبر وسائل الإعلام الإيراني وتحديداً عبر هذا الموقع بالذات وذلك لعلمه المسبق بعدم ثقة الشارع بالإعلام اليمني عموماً المؤيد منها أو المعارض وإذاعة مثل هذا الخبر في وسائله أو وسائل مؤيده سيقابل بالتشكيك وعدم التصديق من قبل الأخرين لتناقضه مع ما تتواتر به الأنباء عما يتكبده الحوثيين من خسائر على ألأرض يومياً من قبل الجيش اليمني.. كما أن محاولة تسريبه للإعلام المعارض ستبوء بالفشل ذاته وستقابل بعدم التصديق لأنه سيعتبر من قبل المكايدات الحزبية والمذهبية.

النقطة الثانية: الرسائل المراد إيصالها من وراء هذا الخبر 1- تبني موقع " عماريون" تحديداً لنشر مثل هذا الخبر بالرغم من أن مشاركة الحوثي قد تكون رمزية ومحدودة العدد, الغرض منه إيصال عدة رسائل للداخل والخارج للمؤيد وللمعارض مفادها اهتمام الدولة الفارسية بميليشيا الحوثي وعدم تخليها عنه.

2- إيصال رسالة للرئيس هادي وللجيش اليمني بأنها لن تتوانى عن التدخل عسكرياً وبشكل صريح ومعلن عن نصرة الحوثيين ولو من باب رد الجميل المعلن عنه.

 3- التأكيد من جانب الحوثي على وجوده وقوته وسيطرته على مجريات المعارك الدائرة في عمران وغيرها.

وخلاصة القول: إن نشر مثل هذا الخبر يحمل في طياته الكثير والكثير وينبئ بمدى تفاقم خطورة التدخل الفارسي العسكري في اليمن خصوصاً والمنطقة العربية عموماً ومن سينتج عنه من تأجيج لنار الفتنة المذهبية والطائفية, كما أنه لا يمكن استبعاد صدور دعوة مماثلة مستقبلاً للسيستاني أو لغيره من المراجع الشيعية لحماية المقدسات الشيعية في اليمن "ضريح حسين الحوثي" مستقبلاً, وعندها لا تستغربون أبداً إذا ما طالعتكم الصحف يوماً بخبر قدوم فرقة "شباب أمير المؤمنين" العراقية للدفاع عن المراقد الشيعية في اليمن..