لم تعد الشعارات التي يحملها تنظيم القاعدة وجماعة الحوثي تشكل فارقاً لدى المتابع للشأن اليمني وحتى المواطن البسيط لتحركات التنظيمين على الأرض بالرغم من التباينات الأيدلوجية التي يحملونها إلا أن هناك قواسم مشتركة التقى عندها الطرفان تجلت في استغلالهما للشعارات الدينية لتحقيق مآربهما على حساب تمزيق اليمن الذي لا يزالان ينهشان من جسده المتهالك والمنهك في الأساس, أكانوا أنصار الله أم أنصار الشريعة فتلك ما هي إلا مسميات سميتموها أنتم وآباؤكم فلم يكن الحوثي والقاعدة إلا أنصارا للشر والإرهاب والعمالة والتبعية..
كانوا وسيظلون أنصار أنفسهم ومصالحهم ومن يدعمهم داخليا أو خارجيا, لازال الحوثيون يسعون لتحقيق أهدافهم الرامية لقلب نظام الحكم والعودة إلى ما قبل ثورة 26م وإقامة حكمهم الملكي استنادا إلى أفكارهم واعتقاداتهم التي تنم عن جهل وادعاء باطل بكونهم أحق بالحكم, ولا يختلف ذلك كثيرا عن ما تسعى إليه القاعدة الحالمة بالخلافة الإسلامية كما تدعي متخذة في سبيل ذلك كل وسائل الإرهاب المتعارف عليها في فكر التنظيم من تفجير وتخريب, قتل هنا وهناك, وبحجة الدين ومحاربة التكفيريين لم تعترف كلتا الجماعتين بالنظام والقانون وبالمنافسة الحقيقية والشفافة في الوصول إلى السلطة بعيدا عن العدوان ورفع السلاح وجعل الدولة خصماً لهما, وحدهم شعار الموت لأميركا وإسرائيل كغطاء يوارون خلفه سوأة أفعالهما فلم نر إسرائيل تموت ولا أميركا وإنما رأينا دماء يمنية تسفك ومنازل تهدم ومساجد تفجر ورقاب تُنحر..
دخل الحوثيون في مؤتمر الحوار ولكنهم لم يسعوا إلى نجاحه بقدر ما حاولوا- بشتى الطرق- إفشاله وعرقلته وفي اعتقادي ما كانت مشاركتهم فيه إلا لتحسين مظهرهم أمام العالم الخارجي بكونهم جماعة سياسية تؤمن بالحوار ولا تخلق العراقيل, ففي الوقت الذي كانوا يجلسون فيه على طاولة الحوار فإن مؤامراتهم ومحاولات الإفشال للحوار كانت تحاك من تحت الطاولة, وما يجري الآن على الأرض من تمدد للحوثيين في الشمال ومواجهتهم للدولة في ظل توسع القاعدة في الجنوب وحروبها الدائرة مع الجيش ما هو إلا دليل على المخطط الواحد التي تتبناه الجماعتان في نشر الفوضى وإرباك المرحلة الانتقالية وإن تباينت رؤيتهما في أحقية من يحكم, لذا على الدولة أن تتعامل مع جماعة الحوثي كجماعة ارتضت لنفسها طريق العنف لا تقبل بالحوار ولا حتى بالآخر, فمثل هذا الفكر التي تحمله جماعة الحوثي لن يستطيع أن يعيد حكما قد نفضه الشعب إلى غير رجعة بأي شكل من الأشكال, ومنطق الدولة يحتم عليها التصدي لكل جماعة رفعت سلاحها في وجه الدولة وجعلها تعض أصابع الندم على ذلك .
آفاق الحاج
أنصار الشر والإرهاب والعمالة 1192