وطننا الحبيب والغالي على قلوبنا نحن أبناؤه هذا الوطن الذي زادت جراحه على يد أبنائه الذي انتظر منهم بناء أُسسه بناءً متيناً حتى يتمكن من الوقوف على قدميه بكل صلابه وثقه ويرفع رأسه بين الأمم ويقول بكل فخر, هذا أنا وهؤلاء أبنائي الذين ردوا لي جميل احتضانهم.
هذا وطننا ونحن أبناؤه ما الذي قدمناه لهذا الوطن؟ كيف ثبَّتنا أسسه وشدينا من عزيمته؛ ليتسنى له النهوض بنا إلى آفاق بعيده من التقدم والازدهار في المجالات وتسمو مكانته بين الأمم مفتخراً بأبنائه..
لو رجعنا بالتاريخ إلى الوراء إلى عصر ما قبل النبوة لننظر الى مكانة اليمن بين الامم في تلك الفترة سنجدها دولة بمعنى الكلمة ولها أسسها المتينة بفضل أبنائها وسمعتهم حين كانت تجارتهم الواسعة تجوب العالم فانتشرت سمعتهم الزكية الصادقة وحُسن معاملتهم ووفاؤهم بالعهود., وفي عصر النبوة ازدادت مكانة اليمن وأهله, كيف لا ونبي الأمة من قال فيهم: (اتاكم أهل اليمن أرق قلوب وألين افئدة ...)
وكان أهل اليمن من السبّاقين إلى اعتناق الاسلام, وكان من ابنائه من صاحَب نبي الأمة وناصره وجاهد معه وأعلى كلمة الاسلام بين الأمم وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم كثف أهل اليمن جهادهم في سبيل الله في عهد الخلفاء الراشدين, فازدادت بذلك مكانتهم حتى الى ما بعد الخلافة, أما اليوم فلن يصدق أحد أن أهل اليمن كانت لهم هذه المكانة المرموقة من قديم الزمن, لما يُرى منهم من ضياع وتشتُّت لعدم تحكيمهم عقولهم واختيارهم العنف بديلاً لحل مشاكلهم الداخلية ويا ليت وهذه المشاكل والصراعات في بينهم من أجل الوطن وشعبه بل كلها صراعات مذهبية وسياسية وقبلية...الكل يريد مصلحته وتحقيق أغراضه الشخصية لا غير,
ألا يوجد اليوم من أبناء هذا الوطن رجال مخلصون ذوو عقول نيّرة؛ كي يقوموا بدور الوساطة بين رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر الشعبي العام للوصول بهم الى حلول توافقيه دون الرجوع للعنف؛ لأن الوطن لا يمكنه تحمُّل مزيد من الاحقاد و الصراعات فيما بينكم أنتم ابناؤه, فجراح هذا الوطن تزيد يوماً بعد آخر ومالقي من أبنائه أحداً يضمِّد له جراحه الأليمة.
دعوة أوجهها لأبناء هذا الوطن الغالي على قلوبنا بكل طوائفه واحزابه وقبائله وكل فرد فيه وأقول وطنكم يكفيه مالقي منكم من جراح أدت به الى هذا الوضع الذي يعيشه اليوم وما عاد له القدرة على تحمُّل المزيد من الصراعات فيما بينكم, الوطن اليوم في أمس الحاجة اليكم, مدوا اليه أيديكم وأعيدوا مجد أسلافكم ولا تدعوه فُرجة للشيطان ليدخل بينكم, أين ايمانكم؟ وأين حكمتكم؟ وأين أولئك العقلاء؟ لماذا طال غيابهم عن الساحة اليمنية؟ أين كلمتهم الصارمة ووقوفهم الجاد أم أن الدين والقبيلة غابا عنكم وصارت الكلمة في هذا الوطن للجهلاء فقط؟!
عبد الواحد العواضي
لك الله يا وطن! 1144