;
محمد صالح الحشئي
محمد صالح الحشئي

الأهلية في الدِين أوْلَى من الأهلية في الطين 1820

2014-06-11 21:01:02


لقد أقر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بأن القرابة في الدين أولى من القرابة في السلالة أو الطين، وأكد على ذلك بشواهد عديدة وآيات محكمات صريحة.. فها هو الله سبحانه وتعالى يصرح بأبوة إبراهيم لعامة المسلمين لأنها أبوة دينية حيث قال (ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل)، بينما نفى الله أبوة نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- لأبنائه لأنهم أرادوها أبوة طين لا أبوة دين فقال: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين..)، وبهذا يكون الله سبحانه وتعالى قد أثبت بأن نبينا إبراهيم هو أبو المسلمين في الدين ومن ينكر ذلك فلن تنفعه أبوة الطين كما أثبت ذلك في القرآن. وكذلك نجد أن الأمومة في الدين هي الثابتة في كتاب الله كالأبوة في الدين قال تعالى (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) فأمهاتنا في الدين هن نساء حبيبنا محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ومن لم يؤمن بهن أمهات فلن تنفعه أمومة الطين, كما أن الله أثبت أخوة الدين كذلك ولم يثبت أخوة الطين فقال: (إنما المؤمنون إخوة).. فمن لم يؤمن بأخوة الدين فلن تنفعه أخوة الطين أو السلالة أو الجين فالقرآن الكريم لا يعتد بالطين والجينات الوراثية كما يعتد بالدين والإيمان والعلم كمعايير للتميز والرفعة، فالله سبحانه وتعالى يقول ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) ويقول ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم) . وإذا كان الله قد فضل قوماً على قوم فإنه لم يفضلهم بالسلالة أو الطين وإنما كان ذلك التفضيل في الرزق فقط حيث قال (ولقد فضلنا بعضكم على بعض في الرزق). بل إن القرآن أكد أن قرابة الطين مع القرب النبوي غير مجدية ولا نافعة إن لم تتفق مع الدين فالله تعالى ينفي عن نوح بنوة بن نوح الطينية لأنه لا معنى لها في علاقة القرابة كالدين: (قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عملٌ غيرُ صالح فلا تسألنِ ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين)، ولقد جعل الله مراجعة نوح ـ عليه السلام ـ لربه في ابنه الكافر بمثابة تعصب سلالي جاهلي بغيض لا ينبغي أن يكون حيث قال (إني أعظك أن تكون من الجاهلين)..

وها هو الله يؤكد الأهلية في الدين في قصة إبراهيم مع أبيه، فيهلك أب إبراهيم آزر وإبراهيم يتمنى أن تنفعه قرابته له في شيء فلم تنفعه واستغفر لأبيه فلم ينفعه استغفاره قال تعالى (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرّأ منه) ولم تنفع نبوة الرسول قريباً له من أحب الناس إليه كان يتمنى أن يموت مسلماً وهو عمه أبو طالب، وذلك لسبب بسيط وهو أن الله لم يعطِ أحداً من خلقه تصريحاً مفتوحاً يكون هو سبب في اختصاص أحد من قريب بشيء أو الاستئثار بأمر من أمور الدنيا أو الدين فلو كان الله قد أراد أن يكون للنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ اختصاص سلالي وتميز جيني كمكافأة له لكان حفظ الله له ابنه إبراهيم غير أن إرادة الله قضت أن لا يكون لمهمة نبينا محمد في الرسالة والتبليغ أي انسحاب عصبوي سلالي فجاءت التدابير الإلهية ألا يكون للنبي ولد" ذكر" ليؤكد أن النبوة هي المهمة الموكلة للنبي محمد- صلى الله عليه وسلم- كمهمة حصرية عليه وحسب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد