;
عصام المطري
عصام المطري

الفخار يكسر بعضه! 1117

2014-06-11 20:32:57


لوازم الحياة ومتطلباتها تفرض إيقاعاً متناغماً مع هموم وأرزاء الحياة، فالإنسان يكدح ويمتطي صهوة الجد والمثابرة في طلب الإنسان نزّاع إلى إظهار محاسنه وايجابياته لهثا وراء الذكر الحسن الطيب ويخفي وبكل قوة سلبياته وتصرفاته المحجوبة في محبط أسرته عن العالم الخارجي ليظهر أحسن حالا، واقدر واقعا على تجاوز تحديات الحاضر والمستقبل الماثلة أمامه طلبا للستر وأن لا تخدش سمعته أو تظهر صورته القبيحة.

 فالإنسان السوي الرائد العاقل يميل إلى عيش الحياة الصادقة التي لا يتخللها الازدواج إطلاقاً، فتراه صاحب شخصية واحدة في كل محيط يتعامل معه، ومواقفه ثابتة في مختلف الظروف والأحوال، كما أن الإنسان بطبعة نزّاع إلى العيش في محيط جماعة كالأسرة والعشيرة والقبيلة وجماعة الأتراب والأصدقاء والأقران، فيفضل الترابط بين المكونات في الجماعة الواحدة على الفرقة والانقسام، ففي الأسرة الواحدة يجب أن يتخللها الترابط والود والاحترام المتبادل، والتعاضد والتآزر في كنف قيادة مسؤولة من الوالدين ( الأب والأم) حيث يجب على الأسر والبيوتات الكبيرة الفاضلة أن تقدم نموذجاً راقياً للعناية بالمشاعر والعواطف والأحاسيس وتوجه ذلك صوب رعاية البنية السميكة للأسرة، فسلامة الأسرة من سلامة المجتمع والعكس صحيح، فالمجتمع هو عبارة عن مجموعة من الأسر فإذا كانت الأسرة سليمة كان المجتمع سليماً, ذلك أننا حين نريد مجتمعاً قوياً يجب أن نضع الأسرة القوية المترابطة غير المفككة، فالوالدان عليهما حسن إدارة شؤون الأسرة وأن لا يزرعا الفرقة والغيرة والحسد والتباغض بين الأخوة، وأن لا يفضلا ولداً على آخر أو طفلة على طفلة.

وفي المجمل نستطيع أن نقرر أن نفسية الإنسان الراشد العاقل السوي نزّاعة إلى الدوران في فلك المجموعة، فالفرد تواق إلى إشباع حاجته النفسية من تأكيد الانتماء بأن يعيش للمجموعة، ويؤكد على حضوره الفعال في محيط الجماعة التي يجب أن تكون عن مستوى الإدراك لمتطلبات واحتياجات الفرد النفسية كي توفر عليه وقتاً في التكيف والتأقلم على قواعد وأنظمة المجموع وبالتالي التقبل الحسن للنظام العام السائد على أن إبليس اللعين قد يأس أن يعبده الناس في جزيرة العرب إلا من التحريش بينهم حيث نواجه اليوم شياطين الإنس والجن الذين يسخرون إمكاناتهم وطاقاتهم من اجل التحريش بيننا نحن أبناء العقيدة الإسلامية الواحدة وأبناء الوطن اليمني الواحد الموحد، فإنها والله قوى خارجية وقوى داخلية أضمرت في قلبها الحقد والحسد فاشتدت لدفع بعض الجماعات المسلحة التي لم تستجب إلى نداءات تسليم السلاح الثقيل والمتوسط للدولة في تفجير الحرب هنا وهناك في محاولات يائسة لدفعنا إلى حرب أهلية والنكوص والتملص عن تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل إذ عجزت تلك القوى الداخلية والخارجية من الإيقاع فيما بيننا إلا بعد ظهور تلك النبتة الخبيثة التي استقطبتها دولة إقليمية كبيرة، وجعلت من الأحزاب فيما بيننا ومدى توسعه طموح لإشباع تطلعات السيطرة المذهبية على الشرق الأوسط لاسيما بعد بروز التقارب بين بعض الدول معها.

"فالفخار يكسر بعضه" هو حقيقة واقعة وثابتة, فإن اليمني يقتل أخاه اليمني وإذا بالمسلم يقتل المسلم حيث ظهر الهرج والمرج وأصبحت البلاد على كف عفريت.. مآسٍ اقتصادية وتهديد بانهيار الاقتصاد اليمني وتصدع الدولة اليمنية الواحدة اقتصاديا, فيما إذا لم تمرر الحكومة جرعة اقتصادية برفع الدعم عن المشتقات النفطية بيد أني أرى ضرورة إيجاد حلول جذرية وليس مسكنات وحلول مؤقتة، فالمشكلة في تفجير أنابيب النفط التي كلفت الحكومة الشيء الكثير وفاقمت من نضوب السيولة في خزينة الدولة، فإذا نفذنا الجرعة الاقتصادية ونحن مكتوفو الأيادي ولم نضع للمخربين والتخريب حلاً رادعاً, فإن المأساة ستتكرر وسوف نرى أنفسنا أننا على أعتاب جرعة اقتصادية أخرى ليس في رفع الدعم عن المشتقات النفطية بل المغالاة بثمنه محلياً.

 وهذا لعمري هو الفخار الذي يكسر بعضه، فيخربون بيوتهم بأيديهم وفي المثل الشعبي اليمني يقال" ما توقز الحبة إلا من أختها" وإلى لقاء يتجدد بكم والله المستعان على ما يصفون.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد