سيدي الرئيس؛ السادة: رئيس وأعضاء الحكومة؛ إنكم اليوم تعيشون مرحلة حاسمة من تأريخ الوطن، بعد أن مكنكم شباب الثورة من الوصول إلى القيادة واتخاذ القرار.. ولا شك أنه من الصعب عليكم فهم متغيرات الواقع فهما عميقا . ولكن سياساتكم العامة ومهامكم اليومية تحدد مسار مستقبل الوطن، ولهذا فنحن نراقب ونهتم باختياراتكم وتعييناتكم لأننا سنستفيد أو نعاني منها بشكل مباشر.

 فنحن نعيش في أسفل مجرى نهر اليمن الذي تعيشون أنتم في أعلاه، ولذا فإن كل ما تلقون به في هذا النهر سوف يفيض علينا ضرا أو نفعا . سوف نكون لكم شاكرين لو وجهتم اهتماماتكم وجهودكم نحو تغييرات نحن في أشد الحاجة إلى الحصول عليها , فنحن بأمس الحاجة إلى تغييرات تتعلق بالأمن والسلام وبتنمية السلوك الفردي وتعزيز المستوى العلمي وبناء النسيج الاجتماعي وتحسين المستوى الاقتصادي .

وإننا إذ ندرك بأن هذه التغييرات ليست سطحية ولا سهلة، فإننا نلفت انتباهكم بأنكم إن لم تحدثوا هذه التغييرات فإننا في القريب العاجل سنجد أنفسنا نعيش في وضع أسوأ من الوضع الذي ثرنا عليه وقدم شبابنا دمائهم الزكية في سبيل تغييره . ونحذركم بأن ثمن التدهور الأمني في بالبلاد خاصة حول العاصمة التي تحاصرها مليشيات الحوثي وتهلك الحرث والنسل، ونحذركم بأن سقوط عمران ليس بعده إلا حرم النهدين وصوفان..

بذلك تسقط جمهوريتنا لتصبح في كان يا مكان وحينها سيكون الثمن كبيرا.. ولهذا فإننا نحذركم بأن ثمن التدهور القادم والخسائر المترتبة سيكون أفدح بكثير من إجراء التغيير المبكر، ولهذا فإنه من الظلم والغباء أن تتقاعسوا عن إجراء هذه التغييرات بأسرع وقت ممكن وأؤكد لكم بأنكم إن قمتم بتلك التغييرات فسيكون مكسبها وفضلها علينا أكثر من تكلفة التغييرات التي نفذتموها.

 إننا نرجوكم أن تأخذوا بعين الاعتبار في قراراتكم تطلعنا إلى الحياة الكريمة الآمنة بنفس الروح التي تديرون بها شؤونكم الخاصة، فحقوقنا ليست أقل شأنا من طموحاتكم ولذا فلابد أن تنظروا إلى مطالبنا بنفس مستوى نظرتكم إلى مستقبل أولادكم، فمبدأ التكافؤ يعني التكافؤ في الفرص والأمن والأمان والسياسة والمواطنة والتعليم والصحة كل ذلك بانسجام تام.

إننا نطالبكم بتوكيلنا في اختيار من يمثلنا ويطالب بحقوقنا في مختلف الهيئات والمؤسسات وحتى يمكنكم تحقيق مستقبل ترضى عنه أبناؤكم وأحفادكم فلابد أن تسارعوا جهودكم في تنمية وتطوير مجالات المعرفة والأفكار والفهم والاستبصار. إن تحقيق أي تحول إيجابي نحو المستقبل يتطلب حدوث تغيير في منظور وقيم وسلوك الأفراد منذ الطفولة وحتى الرجولة، ولذلك فلابد من تبني نظام تعليمي يوضح للأجيال معنى الحياة وأهدافها.

 إن أكثر ما نخشاه هو أن تختاروا الطريق السهل الممهد أمامكم فتستنزفون جهودكم في مشاريع وهمية ليس لها مردود سوى تبديد الوقت والجهد وضياع المال., إننا نوافقكم بأن التغييرات التي نطالبكم بها هي بعيدة المدى وشاقة التنفيذ، ولكن البديل هو أن يمضي أبناؤكم وأحفادكم شطراً كبيراً من حياتهم في بيئة اجتماعية كئيبة.

وفي الختام نشكر لكم طيب اهتمامكم إن فعلتم بمقترحاتنا..