الشعب ما بين القلق والغضب والنخب مع من دفع وغلب ومن المعاناة إلى المواجهات ومن زمان وأهل الحل والعقد والنخب لم يوصلوا اليمن إلى أن يكون هناك رضى ووعي وتقبل للاختلاف ويكون الاختلاف سبباً في تقدم الشعب ورقي اليمن وما زالت مآخذ الشعب مستمرة في مصالح النخب التي حددت وبعثرت الثروات واستباحة المال العام وأفقرت الشعب بنهب الممتلكات وضياع الإمكانيات وأخرت اليمن كثيراً حتى على مستوى أقل الطموح والآمال في أصغر بلد. اليمن كبير في نظر العالم ومن جعلها صغير هم أكابر أهلها من خلال العبث والفوضى فيمن هم أصل العرب والحكمة والإيمان والمتعارف عليه في كل المجتمعات والبلدان في العالم بأن أهل الحل والعقد والنخب هم الصفوة في المجتمع خلقاً وعلماً وثقافة ورجاحة في القول وصواباً في الرأي هم أهل العلم والمعرفة والوعي وأهل الاختراع والإبداع وهم أصحاب الحلول والبحوث في كل ما يفيد المجتمع ، فمن هم في اليمن أهل الحل والعقد والنخب الذين فرضوا أنفسهم على العامة من الشعب هم كبار المسئولين في الدولة من الذين تقلدوا المناصب وهم كبار السياسيين في الأحزاب وهم رجال الدين والأدباء والمثقفين وهم كبار القوم من المتعلمين وأصحاب التخصصات في الاقتصاد والطب والزراعة والتخطيط والإدارة والمشائخ والتجار وكل من معه صميل ومال ومجموعة من الرجال وهم قادة الأهواء، هؤلاء- نحسبهم على الله- أصحاب دين ومسلمين إن شاء الله ، لهم ألقاب ونياشين ودروع وشهادات منهم من يحفظ من القرآن القليل والكثير ومنهم من يقرأ ويكتب وكذلك من الحديث هم أصحاب قيادات ومناصب في مرافق الدولة والمنظمات والجمعيات ولهم نشاطات واجتهادات ومؤلفات ولهم جميعا ارتباطات في أمور السياسة وهم أصحاب الاختلاف والصراع والدمار والخراب في اليمن ، كيف يتم الالتحاق بهذه المسميات في اليمن والتهيئة لها والدفع بهذه الكوادر والأحقية في الوصول إلى الوظيفة ومشروعية الميدرة والمنصب التي تلازمهم حتى وهم على أبواب القبور ، ثم تنتقل بعد ذلك إلى أولادهم ثم الأحفاد ثم الأصهار والأنساب ، وكيفية الوصول إليها بواسطة القبيلة والنخيط والزنط وقانون الوجاهة والوساطة والمجاملة والرشوة والمحسوبية وبمجموعة من الدبلومات والدورات والشهادات المشكوك في أمرها من بعض الجامعات ومن مميزات بعض أهل الحل والعقد والنخب وكبار القوم في اليمن الأهواء والأطماع وتقبل الظواهر والسلوكيات المخالفة للعرف والشرع في المنافع والصلاحيات وتغيير القيم والمبادئ والأخلاق ومع من ظهره وذمته أوسع وانفع وفلسفته لأمور الدنيا والدين والأخرة بما يناسب الثراء وحب الهوى وهم أمام الآخرين بدون حياء أو أمانة أو ضمير ونظرتنا لهم مجموعة ألوان من التناقضات ومروجي الإشاعات ، لا خير فيهم هم صناع الحروب والأزمات والباحثين عن العمولات وما تبقى من الميزانيات.
هذه رؤيتنا لهم وتصوراتنا ولنسرد الفوارق ما بين نخبنا كيمنيين ومسلمين ونخب الغرب الصليبيين: لا تعرفهم مجتمعاتهم ولا تعرف البشرية شخوصهم ولا أولادهم ليس لهم قصور أو مرافقين ولا خدم.
يعرفهم العالم بأسمائهم ربما بعد موتهم ليس لهم مزايا مثلهم مثل بقية البشر لكن فوائدهم هي ما يستفيد منه الإنسان في العالم من علمهم وعملهم ومخترعاتهم سنين وهم داخل مختبراتهم ومكاتبهم في مواصلة النجاحات في كل المجالات ليس لهم أطماع في المال العام ولا بحق الإنسان ، ومن منجزات النخب عندنا هي الاهتمام بالمظاهر والشكليات والكماليات بدلاً من الأولويات الملحة وذات الأهمية ، نخبنا تهتم بالقصور وجمع الأموال ومشاريعها ليست ذات جدوى اقتصادية أو اجتماعية ومشارعنا خير دليل على فشلها والفائدة وخاصة السدود والطرقات واستمرار الجرع ، فمثلاً مشاريع النخب التي نفذت ولنبدأ بجامع الصالح لو كان مستشفى يعالج المرض وخاصة المساكين الذين ليس لهم قدرة على المستشفيات الخاصة والسفر إلى الخارج وبتكلفته لو تم بناء مصحات للعجزة والمسنين والمجانين أو تم عمل محطة تحلية لسكان العاصمة صنعاء لكان أفضل من الجامع ، وكذلك قلعة القاهرة في تعز بتكلفتها الباهظة كان يمكن عمل محطة تحلية لمدينة تعز أفضل من بنائها وترميمها لكان أحسن وأجمل ولربما دخلوا الجنة من حولوا ذلك المشروع إلى ما يحتاجه الناس في تعز ، ولو النخب اكتفوا بننا منازل عادية بدون النقش والنحت والزخرفة والبوابات المكلفة والأثاث الذي لا يوجد إلا في قصور الملوك وساعدوا وساهموا وشجعوا على عمل المشاريع في قراهم لكسبوا رضاء الله واحترام من يعرفهم ويعرف ماضيهم ، كيف جاءهم هذا النعيم ولو التجار على مستوى كل مدينة اجتمعوا بصدق وركزوا على أهم ما يحتاجه أبناء المدينة من مشاريع ولو بالتدريج أفضل من بناء المساجد للمباهات وعلى الشوارع الرئيسية وبجانب منشآتهم وعملوا الأعمال التي لا يبتغون بها سوى رضى الله قبل رضى أهوائهم ونفوسهم الشريرة لكتبت أسمائهم في ذاكرة كل إنسان وعملنا لهم لوحات تذكارية ولو أنهم تبصروا في توزيع الزكاة التي توزع للكبار قبل الصغار من اجل المراضاة مثلما تعمل البيوت التجارية الكبيرة والمعروفة على مستوى كل اليمن ولو المصانع خصصت من الخمسة إلى العشرة الريالات بعد كل سلعة من السلع وعملت مشروع بما تحتاجه الأغلبية من السكان أو المساهمة فيه ولو العلماء والدعاة والوعاظ كانوا السباقين في عمل الخير بدلاً من العمل الخيري المشكوك في أمره باسم الجمعيات والتبرعات التي لها طابع حزبي أو مذهبي أو مصلحي لكانوا القدوة وأصحاب المثالية والإيثار وحب الخير دون أن يكون العمل لصالح الجماعة أو من هو معنا وعلى فكرنا ويضيع بهذا التوجه العمل الصالح الذي يكون لله ثم للإنسان واجتهدوا بما ينفع الأمة والمجتمع الذي يعيشون فيه ونقول للدكاترة وأصحاب المستشفيات وخاصة الخاصة نقول لهم اتقوا الله في الناس ولا يكون عملكم كله للربح والربح فقط لو يتم تخصيص يومين في الأسبوع لمعالجة المساكين مجاناً ما نقص من ربحكم شيء ولا تنسوا ما هو لله ، أعمارنا شاخت والنخب هي من تحدد مصيرنا وحياتنا اليوم ، حكايات وخلافات وفوارق ما بين ثقافة نخبنا وثقافة نخب الغرب وبرامج أحزابنا وبرامج أحزاب الغرب وما بين علمائنا والدعاة والرهبان والأحبار فوارق لا نستطيع المقارنة ما بين مسلمين اليوم ومسيحيي الغرب ولا سياسينا وسياسيهم ولا تجارنا وتجارهم ولا مسئولينا ومسئوليهم ولا حتى اقتصادنا واقتصادهم ، مدنا ومدنهم تختلف وشوارعنا وشوارعهم وموظفينا وموظفيهم ومعاملتهم من صفات أجدادنا ومعاملتنا من معاملة سفهائهم ولنسرد الاختلاف حتى ما بين عصابتنا التي تتهجم على الضعفاء والمساكين وعصابتهم التي لا تتهجم إلا على البنوك والمؤسسات ومجانينا في الأزقة والشوارع عريانين ومجانينهم في المصحات سالمين عائشين أفضل من أصحاب الدين والمسلمين، أزماتهم في عدم معرفتهم بحق الله وأزماتنا في معرفتنا بما يريده الله ومبتغاهم رضاء شعوبهم ومبتغى نخبنا رضى انفسهم ومغالطة شعوبهم ومجتمعاتهم ذقنا بسبب نخبنا الويلات ومسحت على أيامنا الطموحات وعلى زمن أطفالنا زادت الأزمات وضاعت علينا وعليهم الشعور بعوامل الأمن والاستقرار، فمن يستطيع من نخبنا أن ينافس البعثات التي تقوم بها نخب الصليبيين في مساعدة الضعفاء والمساكين من المسلمين في معالجتهم ومساعدتهم على البقاء بدون مقابل ، نخبنا ماذا حققت للمساكين وأنت في مستشفى أهل الخير الدفع مقدماً للمساكين والضعفاء هذه هي حسناتهم وأنت وزير أو مدير أو قائد لا حاجة للدفع المقدم بل التوجيه والرفع للإدارة والاستطباب بلا ضمانة المستشفيات الخاصة في بلدنا على كثرها جباية وفود وشطارة وحيل حتى المستلم يعترضك ويحتاج إلى مراضاة للزيارة ، من يحمي المواطن من تعسف وظلم أطماع النخب وفي كل مكان جماعة وعصابة و يا مكثر العصابات في كل مرفق وإدارة حتى غرف المستشفيات الخاصة فاقت بسعرها فنادق خمسة نجوم وهي غرف عادية لا تستحق أكثر من الألف والخمسمائة لكنهم حددوها من الثمانية إلى الإحدى عشر ألفاً.
إنها الجباية والاستغلال والنصب والاحتيال ومكاتب الصحة في المحافظات الظاهر لها عمولة من مرافقها وتسكت على ما يجري من مؤامرة النهب في مرافق الرحمة وكم من مخالفات في العيادات والمستوصفات وكل له صيدلية ومختبر وما أكثر الرسوم والفحوصات والأدوية ومع هذا لا نلقي الفائدة وكل دكتور له شرعه في التشخيص وكلٌ يلقي باللوم على زميله وهكذا نحن في نظر النخب مجرد "كوره" لم يحسنوا تصويبها.
لقد فقدنا الثقة بهذه النخب, أطماعها أخرتنا وأفكارها دمرتنا.. اللهم وافصل بيننا وبينهم بالحق.. وكما اقلقونا وجعلوا همنا في ادنى مطالبنا اجعل فيما تحقق لهم من الماديات الحسرة والندامة و الضنك والخوف وانزع يا رب منهم الطمأنينة وألبسنا يا رب الصبر والستر والعافية وقوة المواجهة والقادم معهم أصعب .. اللهم آمين.
محمد أمين الكامل
الشعب في مواجهة النخب 1257