اختلط الحابل بالنابل وجاءوا إلينا من كل فج عميق, كلهم يريد أن ينشر الإسلام في بلد الإيمان والحكمة ليس على مراد الله ولا على طريقة سيد الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم" ولا على أساس مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء.
هم لهم طريقتهم في فهم الإسلام ولهم طريقتهم في تطبيق تعاليم الإسلام. إنها ببساطة شديدة حمل البندقية الآلية لهزيمة أمريكا واستخدام الأحزمة الناسفة والتفجيرات الانتحارية لإسقاط الدولة في اليمن على ضعفها وخطورة هذا المآل الكالح السواد.
لم يكتفوا بأن يكونوا لوحدهم- وهم القادمون من وراء الحدود- رسل العنف والإكراه والتدمير بل جيشوا معهم أبناءنا من صغار السن والمراهقين ليكونوا شركاء في هذه المعركة الدموية والمحرقة الجهنمية التي لا يستفيد منها الشعب اليمني على الإطلاق، بل هو الخاسر الوحيد منها، سياسياً و اقتصادياً و اجتماعياً وتربوياً وتنموياً وعلى كل الأصعدة دون استثناء.
نقول لهؤلاء أن الدعوة للإسلام لا تكون إلا بالحكمة والموعظة الحسنة كما ورد ذلك بنص القرآن الكريم.
فالله سبحانه وتعالى قد أكمل أمر هذا الدين للأمة وأصبح الإسلام اليوم ديناً عالمياً ظاهراً لا يمكن أن تطمسه قوة على وجه الأرض أو تتجاوز معتنقيه بأي حال من الأحوال، و القاعدة يعتبرون أن مهمتهم أسلمة المجتمعات بالقوة المسلحة التي هي أقصر طريق حسب تقديراتهم.
صحيح أن أسلمة المجتمعات الإسلامية هي فريضة شرعية منوطة بالمجتمع والدولة وأن هناك تقصير واضح في واجب الدولة وواجب المجتمع نحو هذا الهدف السامي، لكن من قال أن تنظيم القاعدة هو الوصي على هذا الأمر.
هناك العديد من الجماعات الإسلامية في العالم الإسلامي تعمل من أجل الإسلام وكل يريد أسلمة المجتمعات على طريقته ومنهاجه.
ولو ترك الأمر لهذه الجماعات لنشر الإسلام بطريقته مستعيناً بقوة السلاح كما تعمل القاعدة لفسد أمر هذا الدين. لأن الغلبة حينها ستكون للقوة القهرية الغاشمة وليس لقوة الحجة وصحيح المقصد من التشريعات.
وقد أثبتت أحداث الحادي عشر من سبتمبر الشهيرة سنة 2001م خطاء منهج هؤلاء وما لحق بالإسلام والمسلمين من أضرار وأطلق يد أمريكا في العالم لتضرب شرقاً وغرباً وتغزو وتدمر، بحجة منحها لهم فكر القاعدة.
ولهذا فإن المطلوب من أعضاء القاعدة اليوم مراجعة النفس وترتيب الأولويات وبالتالي نبذ العنف والتفجيرات والهجمات الانتحارية التي تدمر اليمن و تسيء للإسلام وتشوه صورته الوضاءة بين الأمم.
وبدلاً من محاربة أمريكا بالبندقية علينا محاربة أمريكا بالتفوق المعرفي وبالعلوم البحتة التي تخدم الإنسانية وتوصلنا إلى الريادة كما كان أجدادنا المسلمون من قبل.
كما أن المطلوب من تنظيم القاعدة أن يرفع يد الوصاية عن اليمن واليمنيين إلا من طريق يخدم الناس أو مدرسة عامة يتعلم فيها الأطفال أو مستشفى يخدم المرضى أو إشباع جائع وكسوة عاري وتأمينه من الخوف.
هذه هي طريق العزة والسؤدد و الريادة والدعوة إلى الله التي ستكفل للقاعدة وغيرهم دخول غير المسلمين في دين الله أفواجاً فضلاً عن أسلمة المجتمعات الإسلامية حتى يصل الدين إلى قلب كل فرد في المجتمع المسلم بداءً من الشخص العادي وانتهاءً بالحاكم الظالم أو الذي لا يطبق شرع الله.
ولعل هذا هو المقصد السامي من قوله تعالى(( ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)).
عبدالقوي ناجي القيسي
الدعوة بالحسنى.. 1074