في الوقت الذي يكثف الحوثيون اعتداءاتهم وتوسعهم في أكثر من محافظه بقوة السلاح وتصدي أبناء القبائل لهم دفاعاً عن الأرض والنفس، أكتفت دولتنا الموقرة بإرسال وساطات بين الحين والآخر أملاً في التوصل إلى إيقاف هذه الحروب العبثية !..
وحتى لا تضطر إلى استخدام قوة الجيش إذا ما فشلت هذه الوساطات، وقد فشلت !..
واستمر الحوثيين في التقدم واحتلال مناطق عديدة بعد نقض كل صلح كانت قد أقرته هذه الوساطات بينهم وبين أبناء القبائل دون أي تخوف من ردة فعل هذه الوساطات التي لا حول لها ولا قوة في تنفيذ بنود أي صلح وردع الطرف الناكث لهذه البنود..
ونبهنا الدولة في حينه وقبل أن يتجرأ الحوثيون على مواجهة الجيش بأنه إذا اضطررتم إلى استخدام قوة الجيش كما تقولون، وبعد فشل جميع الوساطات, فمن العيب بعد ذلك أن نسمع عن وساطات تقوم بها جهات رسمية أو قبلية لإيقاف تحرك الجيش ضد هؤلاء المخربين المعتدين..
وإن تم ذلك فأنتم تعملون على ضياع هيبة الجيش اليمني، كما ستساعد هذه الوساطات على تمادي جميع الأطراف التخريبية والمعتدية أياً كانت وفي طول البلاد وعرضها..
كما أنه لا يجوز التحدث عن وساطة تتم بين جيش دولة لها الحق في بسط نفوذها على جميع أجزاء الوطن وبين مجموعة من العصابات الإجرامية التي تعيث في البلاد فساداً وإفساداً..
ولكن الواضح مما يدور أن هناك استراتيجية لإضعاف الجيش اليمني وإظهاره بالمظهر الضعيف والعمل على ضياع هيبته بعكس ما هو عليه لو وجدت قيادة جادة وإرادة حقيقية لإبرازه بالصورة اللائقة وكما ينبغي أن يكون.
محمد ناجي الهميس
حفاظاً على ما تبقى من هيبة الجيش اليمني 1148