كم هي فلسطين كبيرة وعظيمة بحجم وعظمة ومكانة أرضها ومقدساتها وأقصاها الشريف فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين وأرض الإسراء والمعراج التي أسري بالحبيب محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وأزكى التسليم إليها قادماً من مكة المكرمة ومنها أعرج إلى عند الرفيق الأعلى وبهذه الأشياء والصفات التي أخصها الله بها ولأنها أرض أغلب الأنبياء والرسل فهي في صراع دائم وعلى مر العصور مع الأعداء المحتلين..
هي اليوم مغتصبة ومحتلة من قبل اليهود الصهاينة أبناء القردة والخنازير الذين ذكرهم الله في كتابه محذراً منهم عباده المسلمين لشدة كفرهم وحقدهم على الإسلام والمسلمين, فلقد قاقوا النصارى والمسيحيين في خبثهم ونفاقهم ونكث الإيمان والعهود فهم الذين كفروا واختلفوا في عهودهم مع العديد من الأنبياء والقرآن والسير وقصص الأنبياء تشهد عليهم وتفضحهم.
فهم من قالوا لموسى عليه السلام بعد أن اتفقوا معه على فتح ودخول إحدى المدن وبعد أن شارفوا على الوصول إليها وإلى أبوابها. قالوا إنا لن ندخلها ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون. وهؤلاء هم القلة القليلة التي أنت له فكيف بالذين رفضوا أن يأمنوا به, وهكذا هي أفعالهم وتصرفاتهم على مر العصور فلن يغيروها ولن يبدلوها ولن تتغير أو تتبدل ولقد كان هتلر محقاً وعلى الصواب عندما قام بإحراق الغالبية العظمى منهم وبتلك الطريقة التي أبتكرها لعقابهم وفنائهم وليته فعلها وأبادهم جميعاً لكان أراح العالم العربي والإسلامي ومن شرورهم وبالأخص أرض الإسراء والمعراج.
الأرض التي لا زالت إلى يومنا هذا تنتظر القائد الذي يهب لنصرتها وتحريرها من أيدي مغتصبيها.
كما أتاها في ذلك التاريخ القائد البطل/ صلاح الدين الأيوبي الذي قام ومعه جيشه الجرار بتحريرها من أيدي الصليبيين الذين استباحوا أرضها وعرضها ومقدساتها كما هو اليوم حاصل معها ولربما هي اليوم أشد وطأً وظلماً واضطهاداً من ذلك التاريخ بسبب فارق العدد والبغضاء المتفاوتة بين اليهود والنصارى والمسيحيين.
فالأعداء اليهود الصهاينة يعرفون بل ومطمئنين لأنهم في مأمن من أن تطالهم عقوبات في الدنيا لأن زمن الرجال العظام الأبطال الذين يهبون لنصرة دينهم وأرضهم ومقدساتهم والمستضعفين من الناس قد ولى وإلى غير رجعة.
وذلك بسبب الضعف والوهن الذي أصاب المسلمين وجعلهم يختلفون في ما بينهم لأسباب تافهة. ولكونهم ابتعدوا عن الله وعن كتابه وسنة رسوله وهذا من الأسباب المهمة التي جعلت اليهود والنصارى يتحكمون بنا وبأوطاننا وجعلت الأقصى الشريف يأن من جراحاته طوال هذه القرون ولعل الفرج سيكون قريباً إن شاء الله وفي هذا الوقت والزمان الذي ذكرته قبل قليل.
فكل شيء بإرادة الله سبحانه وتعالى, فهو الذي يألف بين القلوب فمن يدري لعله سبحانه قد رأى الوقت مناسباً لتحرير مقدساته من قبل أعداءه وأعداء الإسلام وذلك عن طريق الأخوة الفرقاء الفلسطينيين أنفسهم, فلقد أسعدنا ذلك المشهد الرائع الذي رأيناه عبر الشاشات والقنوات الفضائية وبالتحديد من قطاع غزة المحاصر.
رأينا قبل أسبوع الأخوة في حركة فتح وحماس وهم يتصافحون ويتعانقون بعد قطيعة دامت أعوام خدمت العدو الصهيوني أكثر. فلقد كان ذلك المشهد رائعاً ومذهلاً بحيث وقد تم الاتفاق في ما بينهم على رص صفوفهم وتوحدهم ولم شمل الجميع وتحت سقف وهدفاً واحداً وعلى أن تشكل حكومته وحدة وطنية وأن يستمر مدة تشكيلها خمسة أسابيع وها هي الحكومة الفلسطينية الحالية قد قدمت استقالتها للرئيس محمود عباس من أجل الإسراع والتأكد من حسن نوايا الفصيلين الفلسطينيين ومن أنهم مستعدون وبل ماضون إلى الأمام من أجل وطنهم وقضيتهم..
ولكي تكون كلمتهم مسموعة وموحدة في المحافل الدولية, وفي الأمم المتحدة ومجلس الأمن وفي الدول الأوروبية الذين يعول عليهم في الضغط على العدو الصهيوني وعلى الولايات المتحدة الأمريكية الدولة العظمى التي دائماً ما تخرسنا من كثرة حديثها عن الديمقراطية والسلام وعن حقوق الإنسان والأديان والمقدسات وغير ذلك.. وهي كمن يأمر الناس بالبر وينسى نفسه فهي التي جعلت اليهود الصهاينة يتمادوا في غيهم وجبروتهم بل هي من تعطيهم الضوء الأخضر في التوسع بالاستيطان والتهرب من تحقيق عملية السلام, وهذا الشيء مؤكد ولا يحتاج إلى الظن حتى لو سمعناهم يتحدثون عن سعيهم الحثيث من أجل إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولقد كان تصريح أوباما واضحاً عندما شاهد الأخوة في حركة فتح وحماس على طاولة واحدة وفي مكان واحد ومن أجل هدف ومصير شعبهم وأرضهم.
وكذلك لقد كانت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي مضحكة ومقرفة في نفس الوقت فلقد كان صرح بل خير الرئيس أبو مازن إما السلام مع الإسرائيليين أو المصالحة مع حركة حماس وكذلك بأن السلام غير ممكن في حال تشكلت الحكومة الجديدة وكأن العقبة في تحقيق عملية السلام حركة حماس.
وها أنا أتساءل أين كان نتنياهو ورؤساء الحكومات السابقة في إسرائيل من تحقيق عملية السلام مع حركة فتح ومع أبو مازن يوم أن كانت في حالة خصام وقطيعة مع الأخوة في حركة حماس؟
لماذا لم يوقعوا على عملية السلام ويقومون بتسليم أراضي عام 69م وكذلك تحرير الأسرى الفلسطينيين؟ لماذا لم يقومون بذلك مادام وهم لا يرغبون في الحوار مع الأخوة في حركة حماس؟
مع العلم بأن الأخ/ الرئيس أبو مازن قد أطال في خصامه وقطيعته لأشقائه وسنده وعونه في حال أراد استعادة الأراضي والمقدسات, أطال القطيعة أو تعمد على فعل ذلك من أجل إرضاء البيت الأبيض وتل أبيب ومن أجل لعل وعسى أن تتحقق عملية السلام التي طال انتظارها وسيطول إلى ما لا نهاية, لأنه وكما هو معروف أن الذي يأخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة, والشواهد والأمثلة التي حدثت وتكررت على مدى الدهور والأزمان شاهدة على ذلك وبالذات مع أبناء وأحفاد القردة والخنازير اليهود عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
عبدالحميد محمد شعلان
فلسطين حرة 934