أمسكت قلمي وهميت للكتابة إلا أن كلماتي استوقفت يدي عن الحركة وسائلة أفكاري بدهشة هل حقاً ما أفكر به هو كتابة مقالة عن الحبيب المصطفى صلى الله علية وسلم؟ وهل فعلاً أريد أن أصيغ أفكاري إلى كلمات عن نبي المحبة؟ فردت أفكاري باستغراب نعم.

 لكن لماذا تتساءلين بحيرة فردت كلماتي من عظمة النبي المهداة وهل أنا مؤهل بأن أكتب عن شخص اختاره الله رحمة للعالمين.. وهنا قاطعت الجدل القائم بين أفكاري وكلماتي وقلت ربما لست بالشخص المؤهل بأن أكتب عن عظمة شخصية النبي ولكني سأبذل ما أستطيع لكي أكتب بالشكل الذي يليق بمكانة النبي في قلوب المؤمنين وعندها أطلقت كلماتي سراح يدي.

صلى عليك الله يا علم الهدى واستبشرت لقدومك الأيام.. هتفت لك الأرواح من أشواقها وتزينت من حديثك الأقلام.

ارتقيت بالفضيلة إلى رمز الفا ظلين؛ وتربعت قدوة على عروش القائدين؛ إذا ذكرت انهمرت الدموع تروى الوجنتين؛ إذا ذكرت اجتاحنا احتلال الرجاء بأن نكون من المشفعين؛ وإذا ذكرت بكتابة تدفقت سيل من الكلمات تسر القارئين؛ وإذا ذكرت بخاطرة أصغوا الناس باحترام مبجلين؛ وإذا ذكرت بمجلس صلى عليك القائمون قبل الجالسين؛ وإذا رثاك الشعراء مزجوا الأبيات بالشوق والحنين؛ وغردت الحناجر أعذب الألحان منشدين؛ بأجمل اللوحات زخرف اسمك ليسر الناظرين؛ وتوسطت لوحة اسمك تزين بيوت المؤمنين؛ وشغفنا لزيارة مسجدك بلوعة مشتاقين؛ وحبنا لسيرتك العطرة متعلمين ومعلمين؛ وأرشدتنا بالحكمة والموعظة الحسنة للدعوة مبلغين؛ أحاديثك دروس تفيد المتعلمين والأميين؛ لصفاتك الرحيمة لمن يجهله مبينين؛ ومن أساء إلى أخلاقك بالبرهان بأنها عظيمة مثبتين؛ ومعاملتك لليهودي الجار سطرت أروع الأمثل للطيبين؛ ولسنتك إن شاء الله متبعين ومبلغين؛ وبرحمتك رفضت لأهل الطائف طبق الأخشبين؛ وشوقنا للقائك بفارغ الصبر منتظرين واسأل الله أن نكون يوم القيامة ممن تعرفهم بالغرل المحجلين..

 لم لا.. فأنت من أكرم الله البشرية بنور البعثة واختارك مالك الملوك من بين الخلق لتحمل وتبلغ الرسالة السماوية انتشلتنا من بين أنقاض وحطام جهل عبادة العباد إلى قمة هرم الكرامة في العبادة وهي عبادة رب العباد وحررتنا من قيود العبودية وأيقظتنا من سبات الوثنية فأخرجتنا من الظلمات إلى النور وأنقذتنا من مستنقع العنصرية إلى شاطئ المساواة والعدالة الاجتماعية فلم تفرق بين غني أو فقير ولا أبيض أو أسود إلا بالتقوى, فعمك لم ينل منزلة بلال الأسود الحبشي فأخرجتنا من جور الأديان إلى عدل الإسلام فرسمت للبشرية قواعد مثالية أخلاقية وعقائدية ونفسية وروحية عملية ومرنة صالحة للتطبيق قابلة لتنظيم حياة البشرية بمنهج كامل للحياة شامل من يعيش في ظلاله يسعد ويشعر بالأمان وبالراحة؛ لأنه منهج إلاهي يوازن بين احتياجات الفطرة الروحية والجسدية فتعاملت مع كل الأمور بطريقة رائعة وفريدة أخرجت لنا كنوز هائلة من فنون التعامل ومن آداب العلاقات ؛ فأنت من بكيت شوقاً لرؤيتنا وتباهيت بوصفك لنا بأحبابك عند أصحابك فأنت من يسقينا بيدك الشريفتين من ماء حوضك وأنت من تنادي أمتي أمتي يوم الدين فلك في قلوبنا مكانة لا يمتلك حجم مكانتك أحداً من العالمين.. بابي أنت وأمي يا رسول الله.

يا صاحب القلب الحليم؛ وأبا للأيتام كريم؛ وبالإخلاص للعبادة مقيم؛ بالفقر حياتك كانت لا بالنعيم؛ وبالحجر ربط بطنك من وجع الجوع الأليم؛ و لأصحابك بالأمر تشاورهم فعل قائد حكيم؛ لا فض غليظ القلب ولكن فؤاد لين رحيم؛ وأنك لتهدي إلى صراط المستقيم؛ ولأخلاقك رب الكون وصفها بالعظيم؛ ولأهل بيتك الزوج الحنون الحميم؛ ولأمانتك شهد عدو لئيم؛ وانحنى الجمل يبكي وعلم أنك للعدل ميزان مقيم؛ وتأييدا لرسالتك نطق الضب كليم.

 عذراً على تقصيرنا في الرد بكل المجالات على من تطاول عليك من بعض سفها المجتمع الغربي لأنهم شوهوك تشويه عدوا وليس مفكر دارس لسيرتك, فمن عرفك بصفاتك لم ولن يتطاول عليك بل سيحبك وسينثر قصائد المدح فيك سواء في المجتمع الغربي أو الشرقي.

ولكن من يحاربون الإسلام هم من يزايدون في التطاول على كامل النور ليس من جهل في صفاتك الحميدة وسماحة رسالتك ولكن حقد على الإسلام والمسلمين ولكي يدوسوا على الجرح الذي يوجع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فمن بين المجتمع الغربي منهم جاهل بصفاتك ورسالتك السمحاء وبعثتك البيضاء المتممة لمكارم الأخلاق و لا يعلم منها شيئا والواجب علينا إبلاغهم بها بكل الوسائل ونجادلهم بالتي هي أحسن.

ومنهم من عرف ودرس سيرتك وعرفها بحق, ونذكر ممن درسوا وعرفوك بحقيقتك ونزاهة رسالتك الخالدة ما قاله الكاتب المسرحي البريطاني جورج برنارد شو، والذي رفض أن يكون أداة لتشويه صورة الرسول عندما طلب منه البعض أن يسرح حياة النبي, حيث جاء رفضه قاطعاً.

ومما قاله عن الرسول (قرأت حياة رسول الإسلام جيداً، مرات ومرات لم أجد فيها إلا الخلق كما يجب أن يكون).

 وماقاله الكاتب والمفكر والسياسي الفرنسي الفونس لامارتين (من ذا الذي يجرؤ من الناحية البشرية على تشبيه رجل من رجال التاريخ بمحمد ومن هو الرجل الذي ظهر أعظم منه، عند النظر إلى جميع المقاييس التي تقاس بها عظمة الإنسان أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة وافية، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود.. أي رجل أدرك من عظمة الإنسانية مثلما أدرك محمد، وأي إنسان بلغ من مراتب الكمال مثل ما بلغ، لقد هدم الرسول المعتقدات الباطلة التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق).

قال العالم الأميركي مايكل هرث (إن محمد كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وابرز في كل المستويين الديني والدنيوي وان هذا الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معا يخوله أن يعتبر أعظم شخصية ذات تأثير في تاريخ البشرية).

ما هذا إلى أمثله بسيطة من آراء علماء الغرب في الرسول الكريم وغيرهم الكثير لا يسع المجال أن اذكرهم وبالأخير اعذروني يا حبيبي رسول الله عن التقصير, فلو كتبت بحبر دمي وحولت جلدي إلى أوراق اكتب فيها عنك ما وفيتك حقك وما أعطيتك مكانتك الرفيعة بين قلوبنا فأسرت قلوبنا بحبك للبشرية وخوفك عليهم من عذاب يوم الدين فما هذا إلى قطرة من بحر وزهرة من بستان من المشاعر والأحاسيس داخلي وداخل كل من امن بك ولم يروك .