في حين كانت البُلدان الإسلامية عامة والعربية خاصة والعربية الثائرة على وجهِ الخصُوص قد أُخُفقت وأحبطت وأجدعت وأصيبت بالخناعة والقنوط والتَفَّ الهُزال على آمالها الوسيمة واشتَعل َ قلبُها خيبةً وانكسارا ..
في حين ضَجُرَ الشارع العربي وشَحُبت آماله وتطلُعاتهِ وانحسرت هناءآته وجذلاناته وحين ابتلس الفأل وانطفأ الفرح وكسِرَ البُهُج وسكت العزم وفَتَرَ كريشان وتأجج الجوادي وشحب بشارة فشحبت معه دواوين ومجالس وتجمعات سياسية وثقافية وثورية عربية بعد الارتداد السياسي والديمقراطي في مصر ؛ الواقع بإقدام شلة خليجية مثابرة في الإفساد والإتلاف والإنماش بقدر ما كانت مثابرة في التدسيس والترميم والإعمار ؛ حفنة من الخراتيت الكروش أكلة الجيف وشاربِيِّ لبان السباع، وحفنةً فارسية من أُسَارى الذات ومعقوديِّ الصُلب ظلت الانكسارات والخيبات والشقوق في صدر الشارع العربي والنخبة العربية, المحرضة للانعتاق المقاومة للأوباء الجاثمة على كَبِد الشرق والأمة ظلت تتنفس وتتوسع مع مرور الزمن حتى جاءت الانتخابات التركية وظهرت الصعودات المكررة للعدالة واشرأبت هالة النصر الكاسح الذي حققه العدالة والتنمية بقيادة أردغان .
جاء الفوز بمثابة الإفاقة والخروج من ثمالة اليأس الذي ثملت به الأمة وغوت به الحقوق والحريات.. رمم الفوز كثير من التصدعات والشروخات التي لحقت بربيعنا المأسُور؛ وحن ظل الهزيمة لم يتجرعه حزب الشعب بل تجرعُه سماسِرة النفط وعُشاق الدخان في الخليج وإيران وجنرالاتهم الخِدج في مصر وسوريا.
أخيراً وليس آخراً نُحيطُ أنفُسنا وغيرنا علما أن ثمة أحزاب تذبذبت بين رُقِي وانحِدار وبقي العدالة والتنمية على الدوام في رُقِيٍ دائم. من القلب شكراً للعدالة والتنمية وشكراً لقائدها على هذا الصعود الفارع.
عمران الأحمدي
انتصار الأمل.. 1089