هل لاحظتم أمرا!.. تنظيم القاعدة؛ لماذا لا يهاجم أبداً ميليشيات الحوثي؟.. والعكس كذلك, لماذا لم تهاجم ميليشيات الحوثي تنظيم القاعدة أبدا طوال السنوات الماضية؟.. هل سمعتم يوما بمعركة واحدة أو صدام مسلح واحد دار أو حصل بين القاعدة والحوثيين؟!.
طيب.. هل سمعتم يوما عن بيانات للقاعدة على الأنترنت، تأتي بذكر الحوثي، وتتوعد ميليشيات الحوثي الشيعية المتطرفة، صاحبة الفكر الاثنى عشري العنصري المعادي لفكر وعقيدة أهل السنة (الذي تدعي القاعدة أنها تمثله وتدافع عنه!)، هذا الفكر الاثني عشري الذي يسب ويقدح علانية في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ويسب ويهجو الصحابة الكرام- رضوان الله عليهم- هل سمعتم بيانا واحدا طوال السنوات الماضية كلها يتوعد فيه تنظيم القاعدة المزعوم, الحوثيين بعمليات وهجمات كما يتوعد هذا التنظيم كل يوم الجيش اليمني والمصالح والمنشئات اليمنية؟
وعلى الأرض.. هل نفذ تنظيم القاعدة منذ نشأته، هجوما واحدا ضد مواقع الحوثيين المسلحين المتطرفين، أو مبنى لهم، أو معسكر؟! هل قامت القاعدة المزعومة بتحرير قرية واحدة في صعدة المحتلة من قبل ميليشيات الحوثيين في صعدة المحتلة؟ هل نفذت القاعدة يوما عملية واحدة ضد الحوثيين، مثل تلك العمليات الإجرامية التي نفذتها ضد مستشفى العرضي مثلا أو ضد الجنود بساحة السبعين بصنعاء، أو هجماتها المتكررة والمنظمة على مواقع الجيش اليمني؟!..الجواب لكل تلك الأسئلة هو: كلا بالطبع!.
***
الأمر جد محير، والعلاقة بين هذين الفصيلين الإجراميين جد معقدة، تشوبها كثير من التساؤلات والنظريات والريبة، انظروا مثلا لهذا الأمر المريب من القاعدة: إن القاعدة لو هاجمت الحوثي اليوم ونفذت ضده عمليات ستكتسب بهذا تعاطفا شعبيا كبيرا تعاطفا هي في امس الحاجة اليه اليوم وان كان هذا التعاطف نسبيا ومحدودا, من باب جرح اليمنيين العميق من عصابات الحوثي بسبب ما تفعله من خراب كامل للبلد اليوم!.
***
ومع هذا فالقاعدة لم تفعل تتفرج عليه وهو يفجر المساجد بيوت الله ومعاهد العلم الشرعي ولا يستفزها هذا أبدا وهي التي تدعي دفاعها عن منهج أهل السنة المضطهدين في العالم, ومع هذا لم تدخل أبدا في نزاع مسلح أو نزاع فكري أو حتى إعلامي مع الحوثي..
والأخير أيضا هو الآخر لم يفعل بل يلتزم الصمت إزاء القاعدة، لا يحتك بها أبدا؛ فما سر هذا الوئام والتجاهل والتطنيش التام من كلا الطرفين للآخر؟ كأن احدهما غير موجود على الأرض نهائيا وهم الذين يفترض أن بينهما عداء وخلافات الدنيا بأكملها!..
***
بينما في المشهد الآخر نجد من كلا التنظيمين، تفرغا تاما، ومثابرة وجهدا بتوجيه ضربات وعمليات قتل وترويع ونهب وتخريب منظم وتدمير وانتهاكات صارخة لآدمية ومصلحة وحياة وممتلكات الإنسان اليمني!.. ما هذا التوافق والانسجام المذهل، بين القاعدة والحوثي على تدمير الدولة اليمنية وإضعافها وزعزعتها؟! ما هذا التوافق التام بين هذين التنظيمين على ملاحقة الإنسان اليمني (مواطنا أو جنديا) قتلا وإهانة وتدميرا لقراه وبيوته ومزارعه ودولته وكيانه؟.. هل بقي هناك أمرا لم يعد مفهوما؟.. أم أن الأمور صارت واضحة وضوح الشمس.. نعم..
إن الإجابة والتفسير الواضح لهذا الأمر النوعي الفريد هو كالتالي: إن (تنظيم القاعدة وتنظيم الحوثي) يعملان لمصلحة جهة واحدة، ووجدا وصنعا من مطبخ واحد وانهما صنيعة أجهزة خارجية وداخلية واحدة, لذا فهما لا يتعاركان أبدا ولم تسجل واقعة صدام وقتال واحدة بينهما أبدا!..
عجيب يقعان في بلد واحد وبينهما خلاف عقدي وفكري هائل وشاسع ومع هذا فالاثنان يقومان بتنفيذ هجمات موحدة على نفس الخصم الموحد لهما وهو الشعب والجيش اليمني والدولة اليمنية!..
***
هل أصبح مقنعا وواضحا للكل أنهما صنيعة مطبخ واحد وانهما عملاء، وغالبية رجالهم مرتزقة، وبعضهم ربما مغرر به ومخدوع.. حسنا.. هل اصبح مقنعا وواضحا انهما ينفذان أجندة موحدة لنفس الجهة المعادية لليمن.. أظن الأمر واضح ومتشعبا ويحتاج دراسة وتعمق فيه وتفاصيل، ربما في وقت لاحق، أتطرق بتفصيل عن هذا الأمر لأنه فعلاً جد خطير ويرتبط به مستقبلنا وكياننا ووجودنا بنفس مستوى ما يجري الآن في سوريا المنكوبة.. فرج الله كربها.
لينا صالح
عدوان..لكنهما متحالفان ضد اليمن! 1318