القرار الأخير للرئيس بتعيين ثلاثة مستشارين لم يكن موفقا على الأقل في الوقت الراهن, قرارات من هذا النوع للمواقع لا يترتب عليها تحقيق طموحات الشعب ولا تضمد من جراحاته الغائرة ويخفف من أناته باعتقادي أنها من أجل استنزاف عواطف الجماهير كنهج دأبت عليه السلطات خلال الثلاثة العقود الماضية, من خلال مداعبة عواطف الشعب بالخطابات والقرارات التخديرية الهادفة إلى شل حركة الجماهير أو تطويعها لما يخدم أهدافها, بالإضافة إلى إغواء القيادات السياسية المعارضة عن دورها بأدوار وهمية تقلل من فاعليتها في المعارضة وتسويقها للشارع بأنها انتقلت من شارع المعارضة إلى القصر وتحميلها الوزر الأكبر من الفشل الحاصل.

وفي الجانب الآخر ماذا يعني تعيين أشخاص من أصحاب المواقف المناوئة للثورة و إفرازاتها من الأشخاص الذين مازالوا مشدودين إلى الماضي ويعملون على إعادة إنتاجه ومنهم من هو متهم بارتكاب جرائم جنائية وقضايا فساد! كيف يفسر ذلك في ظل زحمة المستشارين؟

ما ينتظره الشعب أن تقدموا أنموذجا مغايرا لما الفناه خلال العقود السابقة في إدارة البلاد وأزماتها لا أن يستمر نهج ما قبل الثورة القائم على الإغواء و الاسترضاء تارة و الأزمات تارة أخرى كأسلوب إداري تدار من خلاله البلاد.

إن التراخي في التعامل من قبلكم مع مصادر صناعة الشرفي الوقت الراهن سبب رئيسي لما يسير عليه الوضع وما قد يصل اليه..

يا فخامة الرئيس ننتظر منكم أن تطببوا جراحات البلاد وتقفوا بحزم تجاه قوى الشر التي تعمل على قتل الحياة على مرأى ومسمع من الجميع بل إن من أولى الأولويات في مثل هذا الظرف الصعب أن تقوموا بفلترة الأجهزة الاستخباراتية والأمنية والقضائية من فيروسات الشر التي تستغل وجودها في عمق أجهزة الدولة لتنفيذ أجندات ومخططات تجر البلاد إلى مهاوي الردى, وحادثي الدفاع والسجن المركزي درس مهم كان ينبغي أن يفهم منه الدرس ما حدث من تغيير لوزير الداخلية وجهاز الأمن السياسي لا يكفي فأيدي الفوضى والعبث هي الأطول في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ما تزال بحاجة إلى تطهير جذري يحل المشكلة ويزيل الطلاسم.

كما أن الظرف الراهن يستدعي قيامكم ينشر حقائق كل الجرائم ليعلم الشعب من الفاعل وما هي مقاصده ليتخذ الشعب موقفه منهم على علم وبينه لا أن تترك الفرصة لقوى الشر لتستثمر جرائمها وتدلس على الشعب مستغلة انعدام الموقف الرسمي الموضح للحقائق.

رسالة ذكرى 11فبراير

يا سيادة الرئيس أنت المعني الأول برسالة الجماهير في الذكرى الثالثة لثورة فبراير فتلك الجماهير تقول لك إن السواد الأعظم من أبناء الشعب قد ملوا العيش على قارعة الحياة ووسط الأمواج المتلاطمة مما يعزز موقفك في الوصول بهم إلى وطن مستقر فهل انتم مستعدون للتحقيق ذلك على أرض الواقع وسوف تكونون محميين بالإرادة الشعبية التي تحاول قوى الشر سرقتها من حولكم.