بالصدفة فتحت إحدى القنوات لتقع عيني على أحد المهرجين الكبار وهو يهرطق بعبارات لا يدري ما معناها مدافعاً عن حركة لطالما قتلت وفتكت وشردت أبناء هذا الشعب.
عن طريق هؤلاء تحتل الشعوب فكرياً وثقافياً بل وحتى عسكرياً فكل ما يهمهم هو المال ثم المال ثم المال، فما أسقط بغداد إلا ابن العلقم، لكنه كان أكثر حياء منهم فهو لم يعترف بعمالته على الملأ مفاخراً بها لكنه كان يعمل في الظلام أما هؤلاء فعملاء في وضح النهار.
أي شعور يداخلك وأنت ترى رجلاً ينتمي لهذا البلد العظيم تراه وهو يفاخر بولائه لأطراف خارجية، ويمتدح تدخلها السافر في يمن الإيمان والحكمة، إنه شعور بالأسى مع سؤال يتردد في ذهنك "ألا يخجلون من الشعب".
رثيت لحاله، لأنه تارة ينفي وتارة يثبت، ولأنه في الأخير سيقتل كما قتل غيره كي يحقق من قتلهم مكاسب سياسية.
إنه المال الذي يجمع بين الضدين، ويؤاخي بين النقيضين، فمن أقصى اليسار إلى حضن الإمامية، إنها ضمائر للبيع.
إنه لا يختلف كثيراً عن من وجه حزبه وكل مقدراته لخدمة تلك الحركة نكاية بالحزب الفلاني، نعم فالغباء ملة واحدة، فعدو الأمس صديق اليوم، نكاية بفلان يتخلون عن مبادئهم ووطنهم بل حتى عن مصالحهم الخاصة.
إنها رسالة إلى كل يمني غيور إياك أن تضع يدك في أيد ملطخة بدماء الشعب مهما كانت الشعارات.. نافس فلاناً وفلاناً لكن لا تتخلى عن قيمك ومبادئك نكاية به أو إرضاء لفلان، فمثل هذه الحركات تتسلق على ظهر الناس حتى تصل إلى الأعلى ثم تقذفهم بالحجارة.
إلى كل أبواق الباطل: رويداً فلستم أغلى ممن خدمهم من قبلكم ثم كانوا ضحية للمكاسب السياسية؛ فكونوا أبوقاً للوطن وبيعوا ضمائركم للحق يخلد ذكركم ويعلوا مكانكم ويفخر بكم وطنكم فلا مكان بين الشرفاء لأصحاب الأفواه المستأجرة.
//////////////////