يؤسفني أشد الأسف أن أكتب عن ما تعرضت له مديرات محافظة أبين من خراب وتخريب ودمار وإرهاب ونكبات متواصلة, مكتوب على جبين أهلها كلما حدثت تغيرات في رأس الدولة... أصبحوا أهلها يدفعون الثمن غالياً لكل الأحداث والحروب التي مرت بها البلاد سواء قبل الوحدة أو بعدها.

 لقد أصبحت المآسي والتضحيات من نصيب أهلها منذ حصل الجنوب على استقلاله في 30 نوفمبر 1967م وحتى عامي 2011م و 2012م وإليكم باختصار عن الأحداث التي عصفت بالمحافظة:ـ

أ‌-في نهاية عام 1967م جرت الحرب الأهلية في الشيخ عثمان وغيرها بين رفاق السلاح ( الجبهة القومية وجبهة التحرير) قبل تسليم سلطة الاستقلال من بريطانيا في تاريخ 30 نوفمبر 1967م.. ودفعت أبين الثمن من أبنائها في تلك الحرب الأهلية الهوجاء.

ب‌-جرت أحداث حرب العقداء في 20 يونيو كما جرت أحداث 22 يونيو في معسكر البوليس المسلح بكريتر أثناء حصاره من قبل الاحتلال البريطاني ودفع أبطال م/ أبين الثمن في كلا الحادثتين ومعهم بعض من أبناء عدن الأبطال والمدن الجنوبية الأشاوس.

ج ـ أحداث الانقلاب على الرئيس قحطان الشعبي في 22 يونيو 1969م أطلق عليها " حركة التصحيح" الذي قام به التيار الماركسي المتطرف في الجبهة القومية. ذلك اليوم الذي رفعت فيه راية الماركسية اللينية. دفع أبناء أبين كالعادة بكوكبة من أبنائه الشهداء نتيجة لمقاومته الانقلاب ووقوفهم إلى جانب الرئيس قحطان الشعبي.

دـ في 26 يونيو 1967م جرى الانقلاب ضد الرئيس سالمين ومعارضتهم لذلك الانقلاب التي اشتركت فيه روسيا بطائراتها" سوخوي" في ضرب الرئيس سالمين في الصر المدور بالتواهي.

هـ ـ في عام 1980م تم أبعاد الرئيس علي ناصر محمد على ضوء قرار المكتب السياسي وإسناد مهمة الحكم للرئيس عبد الفتاح اسماعيل. دفع أبناء أبين المزيد من الشهداء والجرحى والمفقودات والمطرودين من وظائفهم نتيجة لما عم البلاد خلال تلك الفترة من الأساس والمؤتمرات والاختلافات وكالعادة لابد أن يدفع أبناء أبين الثمن, مقابل ذلك.

وـ في 13 يناير 1986م جرت الحرب بين جماعة الزمرة والغمه ( حرب قبائل) راح ضحية تلك الحرب الهوجاء 40 ألف بين مقتول ومفقود بالطبع نصيب أبناء أبين الذين زهقت أرواحهم في حدود 35 ألف قتيل ومفقود تمكن الرفاق في الحزب من الانقلاب على الشرعيةـ ولكن هيهاتـ هو الرئيس (مرسي) يطالب بالشرعية لقد حدث له كما حدث للرئيس الشرعي في جنوب اليمن قبل الوحدة الرئيس علي ناصر محمد لا يدري أن (القوة فوق الحق) وليس العكس( وعلى من تقرأ زبورك يا داوود) وكالعادة دفعوا أبناء أبين الآلاف من الشهداء والمفقودين والهاربين على طريق العالة (جبال الكور).

زـ في شهر يوليو94 جرت حرب بين الشمال والجنوب أثناء إعلان الجنوب الانفصال عن الشمال وكالعادة دفع أبناء أبين المزيد من الشهداء نتيجة وقوفهم إلى جانب الشمال ضد لجنوب عندما أعلن الانفصال. وعاد المراحل طوال!!

ح ـ في تاريخ 22 مايو 1990م هللنا وفرحنا للوحدة ظن الكثير منا أن الحروب لم يعد مكاناً في المحافظة على الإطلاق ولم تتعرض المحافظ لأية حرب في ظل الوحدة ولكن أملنا خاب لقد تعرضت المحافظة لحرب طاحنة دمرت البنية التحتية للمحافظة وقتل وشرد الكثير من أبناء مديريات محافظة أبين وخاصة مديرية زنجبار والمدافع بأنواعها وطائرات الجيش كل واحد عنده في ضرب المدن الآهلة بالسكان ألحق الخراب والدمار للممتلكات الخاصة والعامة المنازل الزارع وإحراق أراضي شاسعة تعرضت مساكنها, حرب ظالمة ذهب ضحيتها أكثر من 370 شهيداً و 880 جريحاً جعلت تلك الحروب محافظة عليه منذ عهد الحكم السلاطيني.. لقد تألمت كثيراً لما حدث لمزرعة الشيخ حسين ناصر عمير الجميلة الواسعة التي تحتوي على أشجار الفواكه المختلفة والخضروات لا تقدر بثمن لأن مالكها ضيّع عمره وماله وهو يراعيها ويهتم بها.. وللأسف الشديد لن تصلحها مبالغ طائلة لكي تعود إلى ما كانت عليه في السابق ولكن تباً للحقد.. أيضا هناك يتواجد بداخلها بيت الشيخ وهو بيت جميل حديث هو الآخر تعرض للتخريب والتدمير بنوايا مقصودة وليس مجرد أن دمر هذا البيت فقط وإنما الأضرار ألحق الخراب والتدمير لـ 14 ألف منزل وأماكن أعضاء القاعدة إم أنها مركزه ومصوبة على مقومات الحياة في تلك المدن والقرى.

 أنني أرثي لحال مدينة لودر وما تعرضت له من دمار وكذا مدينتي زنجبار وجعار انتهاكات لا تخطر على بال.. كما لا ننكر عن الدور البطولي للجان الشعبية وما قامت به من تضحيات وبطولات وأدوار عظيمة ظلت تلعبها لصالح المديريات جميعهم من أبناء أحياء مديريات محافظة أبين وليس من خارجها أوجدتهم الظروف التي مرت بها المحافظة والفراغ الأمني كما كان لهم دور في استتباب الأمن وحل النزاعات وهم حالياً يساعدون الأمن الداخلي للسلطات المحلية بالمحافظة على تمكين الأجهزة الأمنية والقضائية للقيام بدورها في المحافظة بعودة الخدمات الأساسية بالرغم من عدم الإمكانيات المالية التي لاتزال عائقاً أمام السلطة المحلية بالمحافظة وهذه نبذة قصيرة عن محافظة أبين التي ظلت تدفع الثمن ولاتزال في كل الأحداث,, كان الله في عونها دعوة أهل الصابرين.