الذين يموتون في بلادنا نتيجة الأخطاء الطبية كثر, ربما مثل الذين يموتون موتاً طبيعياً أوفي حوادث السيارات ولو تتبعنا الأسباب لوجدنا أنها نتيجة الجهل والغباء وقلة الخبرة والكفاءة وتعيين أطباء وفنيين وممرضين يحملون شهادات مزورة وقد توصلت إلى هذه النتيجة عند مرض أعز إنسان عندي وهي والدتي الكريمة فبعد علاج طويل أستمر لمدة ثلاثة أشهر في إحدى المستشفيات الخاصة بمدينة الحديدة بعد تشخيص مرضها من قبل الطبيب المعالج بأنها تعاني من ارتفاع في ضغط الدم وبعد أن كتب لها علاج لتخفيض ضغط الدم إلا إن العلاج لم يأتي بأي نتيجة إيجابية بل على العكس زاد الطين بله وبعد ثلاثة أشهر تقريباً قررت أخذها إلى طبيب أخر وبعد قياس ضغط الدم فوجئت بأنها ليس لديها أي ارتفاع في ضغط الدم وأنه طبيعي مقارنةً بسنها وهنا نصحني الطبيب بأخذها إلى طبيب متخصص في الأنف والأذن والحنجرة وبعد الكشف عليها تم تشخيص مرضها بأنه التهاب في الأذن الداخلية وبعد استخدامها العلاج ليوم واحد فقط خف أعراض المرض إلى نسبة 70% ومن تم شفائها من المرض والحمد لله .

وعلى الرغم من التطور الهائل والكبير في الطب وعلومه والإنجازات الطبية التي تظهر بين الحين والأخر والتي أدت إلى اكتشاف العديد من الأجهزة والوسائل التي تسهل وتساعد الطبيب في التشخيص الدقيق للمرض وعلاجه إلا أن مخاطر الأخطاء الطبية التي يلحقها الأطباء بمرضاهم في تزايد مما يجعلنا نحتار ونتردد عند إصابتنا بأي مرض بالذهاب إلى الطبيب لأننا للأسف فقدنا ثقتنا بكثير منهم وأصبحنا لا نعرف ما هي الأسباب في حدوث مثل هذه الأخطاء هل هي سوء في التعليم أو عدم متابعة الجديد في علم الطب وتحديث الطبيب لمعلوماته الطبية والتعرف على الأبحاث الجديدة للأمراض الظاهرة حديثاً أو نقص في الخبرة أو عدم الاهتمام والتركيز أو اللا مبالاة وغياب القانون وتطبيقه ضد كل طبيب ألحق خطأ طبي بمريضة .

على الطبيب ممارسة مهنته على أكمل وجه وأن يعلم بأن الله سيحاسبه قبل القانون في أي ضرر يحدثه ويتذكر قول خاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم : (من تطبب ولم يكن قبل ذلك بالطب معروفاً فأصاب نفساً فما دونها فهو ضامن) ... وفي الحديث دلالة على تضمين المتطبب ما أتلفه من نفس فما دونها سواءً أصاب بالسرية أو بالمباشرة وسواءً كان عمداً أو خطأً .

ويجب على وزارة الصحة القيام بمهامها في التفتيش والرقابة على مثل هؤلاء الأطباء الذين يكثرون من أخطائهم الطبية ومحاسبتهم وعدم التهاون معهم فيما اقترفوه من ذنب بحق الآخرين واستهتارهم وعدم مراعاتهم للجانب الإنساني والنبيل لمهنة الطب .