روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ، وَالْوَاقِعِ فِيهَا، الْمُدَّهِنِ فِيهَا، مَثَلُ قَوْمٍ رَكِبُوا سَفِينَةً، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، وَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا الْمَاءَ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَآذَوْهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، فَاسْتَقَيْنَا مِنْهُ، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَأَمْرَهُمْ، هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ، نَجَوْا جَمِيعًا " البلد اليوم يمر بحالة مخاض سوف تحدد مستقبله، وعندما يكون البلد في حالة مخاض فهو في أضعف أحواله؛ ولكي تكون الولادة طبيعية بعيداً عن الولادة القيصرية، ولا يكون الولد الجنين مشوهاً؛ لا بد أن يتجه الجميع بكل جهد للحفاظ على هذا البلد وأمنه واستقراره.
إن تشبيهه عليه الصلاة والسلام المجتمع بالسفينة لم يأت من فراغ؛ بل له مدلولات من أهمها: إلقاء مسؤولية أمان السفينة على الجميع: قد يقوم القبطان بعمله على أكمل وجه لكن هذا لا يمنع من غرق السفينة، إن اتجه بعض الركاب إلى إحداث خرق في السفينة، أو خانته الملاحة البحرية فلم تخبر ذلك القبطان بالوجهة الصحيحة أو أخفت عنه سرعة الرياح أو غير ذلك.
إن مهمة إدارة البلد موكلة إلى الدولة، ولكن نجاح إدارة البلد هي مهمة الشعب لو خاف على السفينة من يفجر الكهرباء مقابل فتات من المال لما فجرها, لو خاف على السفينة من يغذي ثقافة الاغتيالات لما فعل ذلك, لو خاف على السفينة من يقطع الطريق ويخيف السبيل لكانت البلد في أمان, لو خاف على السفينة من يفتعل الحروب والقلاقل لسلم البلاد والعباد من شر كبير.
إخواني الكرام حينما ننظر إلى البلد أنه سفينتنا جميعاً وأن غرقها " لا قدر الله" لن يضر فلان فقط أو الحزب الفلاني فقط بل سيضرنا جميعاً حينها سنحافظ على هذه السفينة ولن تغرق.
وختاماً: لا بد أن تتكاتف جميع القوى والأحزاب والهيئات بكل أطيافها تحت مظلة بناء اليمن متناسية كل اختلافاتها مقدمة مصلحة الوطن فوق كل مصالحها الضيقة حتى لا تغرق السفينة.
أبو بكر الدوسي
حتى لا تغرق السفينة..أعينوا القبطان 1406